للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر مذهبنا أنا نثبت لله ما أثبته لنفسه، نقر بذلك بألسنتنا ونصدق ذلك بقلوبنا من غير أن نشبِّه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، وعزَّ ربنا عن أن نشبهه بالمخلوقين". اهـ.

ثم نأتي لكلام الحاكم في شيخ الكرّامية في عصره إسحاق بن محمشاذ الكرّامي، فيقول في تاريخه (١): "شيخهم وإمامهم في عصره، كان - على الحقيقة - من الزهّاد العبّاد المجتهدين، التاركين للدنيا مع القدرة عليها لو شاء، سمع العلم من جماعة من الفريقين، ثم اشتغل بالوعظ والذِّكر. سمعتُ من الثقة أنه أسلم على يديه، من أهل الكتابين والمجوس بنيسابور، ما يزيد على خمسة آلاف رجل وامرأة. توفي عشية الخميس، ودفن عشية الجمعة، الخامس والعشرين من رجب، سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة".

فنجد الحاكم، كما قال الذهبي، أطنب في وصفه، ويوم وفاته كان الحاكم ابن سبع وستين سنة، فالحاكم في العقد السابع من عمره، ما زال يعظِّم الكرّامية. بينما نجد الذهبي ترجم لإسحاق بن محمشاذ في ميزان الاعتدال (٢) فقال: "روى عن أبي الفضل التميمي حديثًا هو وضعه بقلة حياء متنه: "يجيء في آخر الزمان رجل يقال له محمَّد بن كرّام تحيا السنة به"، وله تصنيف في فضائل محمَّد بن كرّام، فانظر إلى المادح والممدوح، وسند حديثه مجاهيل". اهـ.

وزاد ابن حجر في لسان الميزان (٣): "وقال أحمد بن علي بن مهيار الخوارزمي: كان كذّابًا يضع الحديث على مذهب الكرّامية". اهـ.

فهل جهل الحاكم حاله؟ أم تجاوز عن ذكر معايبه وجرحه لميله إلى الكرّامية؟ أرجّح أنه الأول.


(١) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ١٨٩).
(٢) (١/ ٢٠٠).
(٣) لسان الميزان (١/ ٣٧٥). والذهبي وابن حجر نقلا كلامهما من كتاب "الموضوعات" لابن الجوزي.

<<  <   >  >>