للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[غ ب] قال الحاكم: كان حسينك تربية أبي بكر بن خزيمة، وجاره الأدنى، وفي حجره من حين ولد إلى أن توفي أبو بكر، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، فكان ابن خزيمة إذا تخلف عن مجالس السلاطين بعث بالحسين نائبًا عنه، وكان يقدمه على جميع أولاده، ويقرأ له وحده ما لا يقرؤه لغيره (١).

[غ ب] وكان يحكي (٢) الإمام أبا بكر بن خزيمة في وضوئه وصلاته، فإني ما رأيت من الأغنياء أحسن طهارة وصلاة منه.

[غ ب ت] [س ش] ولقد صحبته قريبًا من ثلاثين سنة في الحضر والسفر، في الحر والبرد، فما رأيته ترك صلاة الليل، وكان يقرأ كل ليلة سبعًا من القرآن، ولا يفوته ذلك، وكانت صدقاته دائمة في السر والعلانية.

[غ ب] ولما وقع الاستنفار لطرسوس دخلت عليه وهو يبكي ويقول: قد دخل الطاغي ثغر المسلمين وليس في الخزانة ذهب ولا فضة، ثم باع ضيعتين نفيستين من أجلَّ ضياعه بخمسين ألف درهم.

[غ ب ت] وأخرج عشرة من الغزاة المتطوعة الأجلاد بدلًا عن نفسه.

[ب] وما أعلم أنه خلا رباط فراوة قط عن بديل له بها؛ فارس شهم للنيابة عن نفسه.

[غ] وسمعته غير مرة يقول: اللهم إنك تعلم أني لا أدخر ما أدخره، ولا أقتني هذه الضياع إلا للاستغناء عن خلقك والإحسان إلى أهل السُّنَّة والمستورين.

[ت س] وأولُ سماعِهِ في سنة خمس وثلاثمائة، [و] الغالب على سماعاته الصَّدق. وهو شيخ العرب في بلدنا ومن ورث الثروة القديمة، وسلفه جِلَّة.

[ب] ولد أبو أحمد التميمي سنة ثمان وثمانين ومائتين، وتوفي صبيحة يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وأوصى أن يغسله أبو الحسن الفقيه الحاتمي ويصلّي عليه أبو أحمد الحافظ، وأن يلحد له لحدًا وينصب عليه اللبن نصبًا، وأن لا يُبنى فوق قبره.

[أخبرني أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، حدثني أبي، حدثني سعيد بن أبي أيوب،


(١) لم يصرّح السمعاني بنقل هذه الفقرة عن الحاكم.
(٢) أي: يشابه.

<<  <   >  >>