للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وسمعت أبا الوليد يقول: سألت ابن سُرَيج: ما معنى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} تعدل ثلث القرآن"، قال: إن القرآن أنزل؛ ثلثًا منها أحكام، وثلثًا منها وعد ووعيد، وثلثًا منها الأسماء والصفات، وقد جُمِعَ في {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} الأسماء والصفات] (١).

[ش] وسمعته في مرضه الذي مات فيه يقول: قالت لي والدتي: كنت حاملًا بك وكان للعباس بن حمزة مجلس، فاستأذنت أباك أن أحضر مجلسه في أيام العشر فأذن لي، فلما كان في آخر المجلس قال العباس بن حمزة: قوموا، فقاموا وقمت معهم، فأخذ أبو العباس يدعو، فقلت: اللهم هَبْ لي ابنًا عالمًا، فرجعت إلى المنزل فبِتُّ تلك الليلة، فرأيت فيما يرى النائم كأن رجلًا أتاني فقال: أبشري فإن الله قد استجاب دعوتك ووهب لك ولدًا ذكرًا وجعله عالمًا، ويعيش كما عاش أبوك، قالت: وكان أبي عاش اثنتين وسبعين سنة. قال الأستاذ: وهذه قد تمّت لي اثنان وسبعون سنة.

فعاش الأستاذ بعد هذه الحكاية أربعة أيام.

[ش] ودخلتُ عليه بعد صلاة العشاء من ليلة الجمعة وهو قاعد فأشار إليّ بيده أن أنصرف فقد أمسيت، فلم أنصرف إلى أن صلّيت صلاة العتمة في منزله، فقال: خرَّج عليّ من يحمل جنازتي إلى الميقات، فانصرفت، فمات تلك الليلة وقت السَّحَر.

[ب] وتوفي ليلة الجمعة، الخامس من ربيع الأول، سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فغسّله أبو عمرو بن مطر، وحُمِلَت جنازتهُ على الطريق الذي كان يمشي فيه كل جمعة إلى الجامع، حتى بلغ مصلّى الحيرة، فصلى عليه يحيى بن منصور القاضي، ثم أخذ يبكي فقال: قد أَوْصَيْتُ أن يصلَّي عليَّ أبو الوليد وقد صلَّيتُ عليه، ثم دُفِن بمقبرة نصر بن زياد القاضي، المدفون فيها ثلاثة من أصحابه (٢).

[ب ش] وسمعت أحمد بن عمر الزاهد يقول: رأيت الأستاذ أبا الوليد في المنام فسألته عن حاله، فقال: قابلت، أو عارضت، جميع ما قلت فكنت أخطأت في


(١) نقل هذه الفقرة محقق طبقات الشافعية الكبرى (طبعة عيسى البابي الحلبي/ ٣/ ص ٢٢٨) من الطبقات الوسطى للسبكي (مخطوط).
(٢) هكذا في الأنساب، وفي المخطوطة: من الصحابة.

<<  <   >  >>