للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

علي الرفاء الهروي وأبا أحمد محمد بن محمد بن الحسن الشيباني وأقرانهم.

[ب ي ك] وتفقه للشافعي على أبي الحسن الماسرجسي، وسمع بالعراق بعد التسعين والثلاثمائة (١)، ثم خرج إلى الحجاز وجاور حرم الله وأمنه مكة وصحب بها العباد الصالحين، وسمع الحديث من أهلها والواردين، وانصرف إلى وطنه بنيسابور،

[ي ك] وقد أنجز الله له موعوده على لسان نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -،

[ي] في حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فينادي جبريل بذلك في السماء، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القَبول في الأرض" (٢).

[ب ي ك] فلزم منزله ومجلسه وبَذَلَ النفس والمال والجاه للمستورين من الغرباء والفقراء المنقطع بهم، حتى صار الفقراء في مجالسه كما:

[ي ك] حدثونا عن إبراهيم بن الحسين، ثنا عمرو بن عون قال: ثنا يحيى بن اليمان قال: كان الفقراء في مجلس سفيان (٣) كأمراء.

[ي ك] وقد وفقه الله تعالى لعمارة المساجد والحياض والقناطر والدروب وكسوة الفقراء العراة من الغرباء والبلدية،

[ب ي ك] حتى بنى دارًا للمرضى بعد أن خربت الدور القديمة لهم بنيسابور، ووكّل جماعة من أصحابه المستورين بتمريضهم وحمل مياههم إلى الأطباء وشراء الأدوية.

[ي ك] ولقد أخبرني الثقة أن الله تَعَالى ذِكْره قد شفى جماعة منهم، فكساهم وزودهم للرجوع إلى أوطانهم.

[ب ي ك] وقد صنف في علوم الشريعة ودلائل النبوة وفي سير العباد والزهاد كتبًا نسخها جماعة من أهل الحديث وسمعوها منه، وصارت تلك المصنفات في بلاد المسلمين تاريخًا لنيسابور وعلمائها الماضين منهم والباقين.


(١) في الأنساب: بعد السبعين والثلاثمائة. اهـ. والصواب بعد التسعين، فقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد (١٠/ ٤٣٢) أن التنوخي قال له: قدم علينا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد بغداد حاجًّا في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
(٢) أخرجه مسلم (٢٦٣٧)، وأخرجه البخاري (٣٢٠٩) من طريق آخر عن أبي هريرة.
(٣) أي: سفيان الثوري، إمام أتباع التابعين.

<<  <   >  >>