للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

للتفقه قبل الخروج إلى العراق، وبعده لتوجهه إلى غزو الروم، وقدمها الكرة الخامسة متوجهًا إلى الحج في شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وأقام بمكة سبع سنين، ثم انصرف أيضًا وحدّث بمكة وببغداد "بالجامع الصحيح" لمحمد بن إسماعيل البخاري عن الفِربري، وهي أجلّ الروايات لجلالة أبي زيد.

[ك ص] سمع بمرو من أصحاب علي بن حُجر، وعلي بن خشرم، وأقرانهم، وأكثر عن أبي بكر المنكدري.

[غ ك ي] [ص] سمعت أبا بكر البزاز يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.

[ك ي ص] [ش] سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد الفقيه (١): سمعتُ أبا زيد الفقيه المروزي يقول: لما عزمت على الرجوع إلى خراسان من مكة تقسّم (٢) قلبي بذلك، وكنت أقول: متى يمكنني هذا والمسافة بعيدة، والمشقة لا أحتملها، فقد طعنت في السن، فرأيت في المنام كأن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قاعدٌ في المسجد الحرام وعن يمينه شاب، فقلت: يا رسولَ الله! قد عزمتُ على الرجوع إلى خراسان والمسافة بعيدة، فالتفت رسولُ الله إلى الشاب بجنبه فقال: يا روحَ الله! تصحبه إلى وطنه، قال أبو زيد: فأُريت أنه جبريل عليه السلام، فانصرفت إلى مرو، فلم أحس بشيء من مشقة السفر. هذا أو نحوه، فإني لم أرجع إلى المكتوب عندي من لفظ أبي الحسن.

[سمعتُ أبا الحسن الحاتمي الفقيه يقول: سمعتُ أبا زيد الفقيه المروزي يقول: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في المنام بأسفل الماجان (٣) كأنه مستند إلى جدار القبلة وأنا وأبو الفضل الحدادي بين يديه، فقلتُ: يا رسول الله، رُوِي عنك أنك قلتَ: "لا صلا إلَّا بقراءة فاتحة الكتاب"، أحق ما قيل عنك؟ فقال: نعم. فقلتُ لأبي الفضل الحدادي: احذر الآن، فإنك إنْ خالفت كفرت، فإنك كنت تقول: الحديث لا يصح، وقد شافهك به الآن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (٤).


(١) قال ابن عساكر: يعني ابن عبدوس بن حاتم الحاتمي النيسابوري.
(٢) في طبقات الفقهاء الشافعية: تقسّى.
(٣) في هامش "كتاب القراءة خلف الإمام"/ الأصل: قال زين العابدين: اسم نهر.
(٤) نقله البيهقي في "كتاب القراءة خلف الإمام" (ص ٢١٩/ ط. دار الكتب العلمية) عن شيخه الحاكم في "التاريخ".

<<  <   >  >>