للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنس، فمررتُ أنا في الترجمة، وكان بحضرة أبي علي الحافظ وجماعةٍ من المشايخ، إلى أن ذكرتُ حديثَ: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن". فحمل بعضهم عليَّ، فقال أبو علي: لا تفعل، فما رأيتَ أنتَ ولا نحن في سِنِّه مثله".

وهذه المكانة العالية للحاكم بين أهل عصره حملت أقرانه من المشايخ على عرض أصولهم وسماعاتهم عليه ليحكم فيها، قال الحاكم في تاريخه (١): "حمل محمَّد بن أحمد الجنجروذي بيده جميع سماعاته [إليَّ] (٢)، فقال: ما تعلم أنَّه يصح لي منها قراءته، والباقي طرحته. فعرَّفته سماعاته بخط أبيه فاقتصر عليها"، وقال في تاريخه (٣): "عرض عليَّ إبراهيم بن محمَّد المحفوظي في آخر عمره أصوله؛ أكثرها بخطه وكلها صحاح، فسمعنا منه"، وقال في تاريخه (٤): "استشارني عبد الله بن محمَّد بن برزة التاجر غير مرة في الرواية، فأشرتُ عليه بذلك، فحدَّث"، وقال في تاريخه (٥): "لما سُئِل الأمير محمَّد بن محمَّد بن إبراهيم بن سيمجور عقد المجلس للإملاء، أمر بأصوله المسموعة فحُمِلَت إليَّ، وانتقيتُ منها مجالس"، وقال في تاريخه (٦): "عرض عليَّ محمَّد بن إبراهيم بن حمش النيسابوري فوائد جمعها".

ولم يجسُر أحد أقران الحاكم على التحديث ببعض الكتب حتى توفي الحاكم، قال محمَّد بن يوسف القطان النيسابوري: "كان أبو عبد الرحمن السُّلَمي غير ثقة، ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئًا يسيرًا، فلما مات الحاكم أبو عبد الله ابن البيِّع، حدَّث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه" (٧).

* * *


(١) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٦٢٣).
(٢) زيادة مني ليكتمل النص.
(٣) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ١٦٩).
(٤) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٣٩٥).
(٥) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٨٦٧).
(٦) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٦٤٦).
(٧) تاريخ بغداد (٥/ ٢٤٨).

<<  <   >  >>