للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الأستاذ أبو سهل: أهل الزيغ ينكرون هذا الحديث. وقد روي فيه غير إسناد، وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - (١) عن ذاك، فقال: يكون نحو ما رويناه، والله سبحانه يقول: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} [الزخرف: ٧١]، وليس بالمستحيل أن يشتهي المؤمن الممكن من شهواته الصفي المقرب المسلط على لذاته قرة عين وثمرة فؤاد من أنعم الله عليهم بأزواج مطهرة. فإن قيل: ففي تأويله أنهن لا يحضن ولا ينفسن وأنّى يكون الولادة. قلت: الحيض سبب الولادة الممتد أمله بالحمل على الكره والوضع عليه، كما أن جميع ملاذ الدنيا من المآرب والمطاعم والملابس على ما عرف من التعب والنصب وما يعقب كل مما يحذر منه ويخاف من عواقبه، هذه خمرُ الدنيا المحرّمة المستولية على كل بلية قد أعدَّها الله تعالى لأهل الجنة منزوع البلية موفق اللذة، فلِمَ لا يجوز أن يكون على مثله ولد] (٢).

[ش] [ ..... ] (٣) عن أبي نوّاس قال: مضيتُ يومًا إلى أزهر السمّان فوجدت ببابه جماعة من أصحاب الحديث، فجلست معهم أنتظر خروجه، فمكث غير بعيد وخرج ووقف بين بابي داره، ثم قال لأصحاب الحديث: حوائجكم؟ فجعلوا يذكرونها له ويحدثهم بما يسألونه، ثم أقبل عليّ وقال: ما حاجتك يا حسن؟ فقلت:

ولقد كنتم رويتم … عن سعيد عن قتادة

عن سعيد بن المسيب … أن سعد بن عبادة

قال: من مات محبًّا … فله أجر الشهادة

قال: قُمْ يا خليع. حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات محبًّا في الله فله أجر الشهادة" (٤).


(١) هكذا في "البعث والنشور"!
(٢) نقل البيهقيُّ الحديثَ والكلامَ عليه في "البعث والنشور" (ص ٢٣٦/ ط. مركز الخدمات والأبحاث الثقافية) عن شيخه الحاكم في "التاريخ".
(٣) قال السبكي: روى الحاكم بإسناده إلى الأستاذ أبي سهل بإسناده إلى أبي نوّاس قال: ....
(٤) ليت السبكي ذكر الإسناد كي يتسنّى لنا دراسته كاملًا، على كُلًّ، الإسناد مرسل؛ لأن سعيد بن المسيّب لم يدرك سعد بن عبادة. انظر: جامع التحصيل في رواة المراسيل.

<<  <   >  >>