[ب ص] قال أبو عبد الله العُصمي: كُتِب عني الحديث سنة عشرين وثلاثمائة إملاءً، وقد توفي جماعة من أهل العلم حدثوا عني في حياتي وأودعوها مصنفاتهم.
[ب] وكان العُصمي يقيم بنيسابور السنة والسنتين وأكثر، وكنت أنتقي عنه في مجالسه.
[ب ص ش] وكان يعاشر الصالحين وأماثل الفقهاء من أئمة الدين، ويُفضل عليهم إفضالًا بيّنًا أثره، حتى إنَّه كان يُضْرَب له الدنانير، ووزن كل دينار منها مثقال ونصف وأكثر من ذلك، فيتصدق بها، ثم يقول: إني لأفرح إذا ناولت فقيرًا كاغدة فيتوهم أنه فضة، فيفتحه فيفرح إذا رأى صفرته، ثم يزنه فيفرح إذا زاد على المثقال.
[ب ص ش] وما كان يُدخل عُشر غلاته داره، بل كانت أعشارها تقدر عند الكيل، ثم يحملها من الصحراء إلى المستورين والفقراء وأهل العلم، وحدثني جماعة من أهل العلم من أهل هراة أن أكثر المتحمَّلين من أهل العلم بها يتقوَّتون بأعشاره طولَ السنة.
[س ش] ولقد سألت عن أعشار غلات أبي عبد الله: كم تبلغ؟ فقيل: ربما زادت على ألف حمل.
[س ش] وحدثني أبو أحمد الكاتب أن النسخة التي كانت عنده بأسماء من يقوتهم أبو عبد الله بهراة تزيد على خمسة آلاف بيت.
[ب ش] وحُكِيَ عنه أنه قال: ما مسَسْتُ بيدي درهمًا ولا دينارًا منذ أكثر من ثلاثين سنة،
[ب] وذلك أن العادة جرت في أكثر الناس من الحجّامين والكنّاسين وأمثالهم أن يطرحوها في أفواههم وآذانهم، وليس للناس في غسلها وتطهيرها عادة.
[ب ص ش] ولقد صحبت أبا عبد الله العُصمي في السفر والحضر، فما رأيت أحسن وضوءًا وصلاة منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرّعًا ولا ابتهالًا في دعواته منه.
[ص ش] لقد كنت أراه يرفع يديه إلى السماء، فيمدُّها مدًّا كأنه يأخذ شيئًا من أعلى مصلّاه.
[ص] سمعت الأستاذ أبا الحسن البوشنجي رحمه الله غير مرة يقول: من نِعمةِ اللهِ على أهل تلك الديار بهراة وبوشنج، مكانُ أبي عبد الله بن أبي ذهل، على ما