للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

من غرر الحديث، وقد فاتني.

[ك] فلما خرجنا قلت لأبي علي: ليس فيما ذكرتم أضيق من حديثي الذي ذكرته، ولم يذكره له. فضحك وقال: هو كما قلت يا أبا عبد الله، إنما أمسكتُ عنه لأن الحديث ليس عندي عن علّان، حدثنيه جعفر المراغي عن علّان، فإنه مما فاتني بمصر.

[ك] قلتُ لأبي أحمد الحافظ: إن أبا عبد الله بن أبي ذهل (١) قد أُلْقِيَ إليه ما كان جرى بينك وبين أبي علي الحافظ في سماعك من محمد بن أحمد بن الحسن بن خراش، فلو أذنت في حمله إلى ها هنا وأمليت تلك الأحاديث من أصلك، فشكرني على قولي وقال: وكرامة. فحملت أبا عبد الله إليه ومعه جماعة من أهل الحديث، فأخرج كتابه بخط يده الأصل العتيق المؤرّخ، وأخرج أصل أخيه أبي الحسن بخطه الذي كان أبو علي يقول: إن المجلس إنما سمعه معي ومع أبي بكر بن الجعابي أبو الحسن قبل ورود أبي أحمد بغداد، فأمله (٢) علينا وتأمل أبو عبد الله، فلما خرجنا قال لي أبو عبد الله: واللهِ لو عرض هذا الأصل على أحمد بن حنبل وعلي بن المديني لرضياه؛ هذا أو نحوه.

[ك ق ن] توفي أبو أحمد يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.

[ك] وصلَّى عليه الرئيس أبو الفضل المحمي في ميدان الحسين بن معاذ، وخرج الأمير أبو الحسن للصلاة عليه، ودُفِن في داره في موضع كتبه وجلوسه للتصنيف.

[ك س] وقد كان أبو أحمد كفّ (٣) قبل ذلك بعشرين شهرًا وتغيّر حفظه، ولم يختلط قط. [ثم توفي وأنا غائب] (٤).

[ك] سمعتُ أحمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى الزاهد المزكي يقول: رأيت أبا أحمد الحافظ في المنام كأنه في موضعٍ عالٍ مُرتفع من الأرض فقلت: ما ينتظر الحاكم؟ قال: مشايخٌ لنا قد تقدموا وأنا أنتظرهم، قال: فلم ألبث إلا ساعة حتى


(١) تقدمت ترجمته برقم [٧٩٠].
(٢) هكذا في تاريخ دمشق، ولعله: فأملاه.
(٣) أي: كف بصره وعمي.
(٤) زيادة من سير أعلام النبلاء (١٦/ ٣٧٢).

<<  <   >  >>