للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ك ص] وأنْعِمْ وقد أوتيت (١) سُؤلك يا فتى … ونِلْتَ الأماني من رواية ناصح

[ك ص] تجدني مجيدًا في امتداحك قائلًا (٢) … بفضلك ما دامت حياة جوارحي

[ك ص] فإن من الآداب حظي وافر … تجيش بحار الشعر تحت جوانحي

[ك] إذا أنا ناديت القوافي أهطعت … إليّ كإهطاع الخيول الجوامح

[ك] يَطِعْنَ وما يَعْصِين أمري كأنني … حبيب بن أوس عند مدح الجحاجح

[ب ك ت] [س] خرج علينا أبو العباس محمد بن يعقوب رحمه الله ونحن في مسجده، وقد امتلأت السَّكَّة من أولها إلى آخرها من الناس، وهو عشية يوم الاثنين الثالث من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وكان يُملي عشية كل [يوم] اثنين من أصوله مما ليس في الفوائد أحاديث، فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء من كل فجٍّ عميق، وقد قاموا يطرقون له ويحملونه على عواتقهم إلى مسجده، فلما بلغ المسجد جلس على جدار المسجد وبكى طويلًا، ثم نظر إلى المستملي فقال: اكْتُب:

سمعت (٣) محمد بن إسحاق الصغاني يقول: سمعت أبا سعيد الأشجّ يقول: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: أتيت يومًا باب الأعمش بعد موته، فدققت الباب، فقيل: من هذا؟ فقال (٤): ابن إدريس، فأجابتني امرأة - يُقال لها برة -: هاي هاي (٥) يا عبد الله بن إدريس، ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟

ثم بكى الكثير، ثم قال: كأني بهذه السكَّة لا يدخلها أحد منكم، فإني لا أسمع، وقد ضَعُفَ البصر، وحان الرحيل، وانقضى الأجل.

[ب ك ف] [ت س] فما كان إلّا بعد شهر أو أقل منه حتى كَفَّ بصره، وانقطعت الرحلة، وانصرف الغرباء إلى أوطانهم، ورجع أمر أبي العباس إلى أنه كان يُنَاوَل قلمًا فإذا أخذه بيده علم أنهم يطلبون الرواية فيقول: حدثنا الربيع بن سليمان، ويقرأ الأحاديث التي كان يحفظها وهي أربعة عشر حديثًا وسبع حكايات، وصار بأسوأ حال إلى شهر ربيع الآخر من سنة ست وأربعين وثلاثمائة.


(١) هكذا في طبقات ابن الصلاح، وفي تاريخ دمشق: وأنعم وقل أو ثبت سؤلك.
(٢) هكذا في طبقات ابن الصلاح، وفي تاريخ دمشق: تجدني مجدًّا قابلًا بفضلك.
(٣) أي الأصم.
(٤) هكذا في مصادر الترجمة.
(٥) هو صوت بكائها.

<<  <   >  >>