للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ويظهر أن والد الحاكم كان من الصالحين وذي مكانة عالية بين أهل العلم، فقد ذكر الحاكم (١) أنَّه سأل أبا الطيب الصعلوكي غير مرة أن يحدثه فأبى، قال: "وكان صديق أبي، فمشى معي إليه، وسأله فأجاب، ثمَّ قصدته بعد ذلك غير مرة، فقال: أنا أستحي من أبيك أن أردَّه إذا سألني، فأما التحديث فليس إليه سبيل".

وكان منزل والده في سكة حمدان بنيسابور (٢)، وكان أهل العلم يقصدونه للزيارة، بل ويقيمون عنده. قال الحاكم: "وكان أبي يسأل محمَّد بن صالح الميداني يومَ الجمعة أن ينصرف إلى منزله، فيفعل، ويقيم عنده إلى الجمعة المستقبلة، يفعل ذلك غير مرَّةٍ في السنة" (٣)، وقال: "وكان محمَّد بن حيّان الصوفي يغشانا أيام والدي" (٤)، وقال: "لم أُرْزَق السَّماع من عمرو بن عبد الله البصري، على أنَّه كان يحضر منزلنا، وأنبسطُ إليه" (٥).

وقد رأى والده مسلمًا صاحب "الصحيح"، فقال الحاكم: "سمعتُ أبي يقول: رأيت مُسلم بن الحجاج يحدِّث في خان مَحْمِش، فكان تامَّ القامة، أبيض الرأس واللحية، يُرخي طرف عمامته بين كتفيه" (٦).

وكان والده يحضر مجالس أهل الحديث، فسمع عيسى بن محمَّد الطهماني (٧)، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة (٨)، ومحمد بن إسحاق السَّرَّاج (٩)، والحسين بن إسماعيل المحاملي بالعراق في إحدى رحلاته إلى الحج (١٠).


(١) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٦٥).
(٢) تاريخ نيسابور (الطبقة السادسة/ ترجمة عبد الله بن محمَّد بن صبيح العمري).
(٣) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٧٢٢).
(٤) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٦٩٦).
(٥) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٣٦٥).
(٦) سير أعلام النبلاء (١٢/ ٥٧٠)، تاريخ الإِسلام (٢٦١ - ٢٧٠ هـ) (ص ١٨٧).
(٧) تاريخ الإِسلام (٢٩١ - ٣٠٠ هـ) (ص ٢١٨)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥٧٢).
(٨) تاريخ الإِسلام (٣٢١ - ٣٣٠ هـ) (ص ١٥٣).
(٩) تاريخ الإِسلام (٣١١ - ٣٢٠ هـ) (ص ٤٦٤)، سير أعلام النبلاء (١٤/ ٤٩٤).
(١٠) تاريخ الإِسلام (٣٢١ - ٣٣٠ هـ) (ص ٢٨٢)، سير أعلام النبلاء (١٥/ ٢٦٠).

<<  <   >  >>