هُو في الظَاهرِ تَزويقًا وَشِيدْ
وَهل المضجَعُ فيهِ ليِّنٌ ... أَو سَعِيرٌ مالها فيه خُمودْ
وَهَل الأَركانُ فيه بالتُّقى ... نيَّراتٌ أو بأَعمَالكَ السُودْ
لَيتَ شعرِي سَاكِن القبرِ المُشَيدْ ... أَشقىٌ أَنْتَ فيه أَمْ سَعِيدْ
أقريبٌ أنت من رَحْمَةِ من ... وَسِعَ العَالمَ إِحسَانًا وُجُودْ
أم بَعيدٌ أنْتَ مِنهَا فَلَقَدْ ... طُرِقَتْ دَارُكَ بَالويل البَعِيدْ
ولقد حلَّ بِأرجَائِكَ ما ... ضَاقَ عنه كلُّ ما في ذَا الوُجُودْ
أيُّها الغَافلُ مِثلِي وإلى ... كَمْ تَعَامَي وتَلَوي وَتَحِيدْ
أُدنُ فَاقرَأ فوقَ رأسِي أَحرُفًا ... خَرَجَتْ وَيْحَكَ مِن قَلْبٍ عَمِيدْ
صَرَعَتْهُ فِكرةٌ صَادقةٌ ... وهُمُومٌ كلَّما تَمضِي تَعُودْ
وَنَدَاماتٌ لأيامٍ مَضَتْ ... هو منها في قِيامٍ وَقُعُودْ
وغدًا تَرجعُ مِثلِي فاتُّعِظْ ... بي وإِلا فامْضِ وأعمَل ما تُرِيدْ
قد نَصَحْنَاكَ فإن لم تَرهُ ... سَيَراهُ بَصرُ منكَ حَدِيدْ
شعرا:
إِذَا شِئْتَ أَن تَحيا سَعيدًا مَدى العُمرِ ... وتسكُنَ بعدَ الموتِ في رَوضةِ القَبرِ
وَتُبعثَ عند النَّفخِ في الصُّورِ آمنًا ... من الخَوفِ والتَهديدِ والطُّردِ والخُسرِ
وَتُعرضَ مَرفوعًا كريمًا مُبجلاً ... تُبشركَ الأملاكُ بالفوزِ والأجرِ
وَترجَحَ عِندَ الوَزنِ أَعمالُكَ التي ... تُسرُّ بها في مَوقفِ الحَشرِ والنَّشرِ
وَتَمضِي على متنِ الصِّراطِ كَبارقٍ ... وَتَشربَ من حَوضِ النَّبي المُصطفَى الطُّهرِ
وَتَخلُدَ في أَعَلى الجِنَانِ مُنعمًا ... حَظيًّا بقُرب الوَاحدِ الأحدِ الوِتْرِ
عَلَيْكَ بِتَوْحِيْدِ الإله فإنَّهُ ... إذا تمَّ فازَ العَبدُ بالقُربِ والأجرِ
وخُذْ من عُلومِ الدِّين حظًا مُوفرًا ...