وواظبْ عليها في العِشاءِ وفي الفَجرِ
وقمْ في ظَلامِ اللَّيلِ لله قانتًا ... وصلِّ له واخْتِم صلاتكَ بالوِترِ
وكُن تائبًا من كلِّ ذنبِ أَتيتَهُ ... ومُستغفرًا في كلِّ حين من الوِزرِ
عَسى المُفضلُ المَولى الكَريمُ بِمنِّهِ ... يَجودُ على ذَنبِ المُسيئينَ بِالغَفرِ
فإحسانهُ عمَّ الأنَامَ وُجودُه ... على كلِّ مَخلوقٍ وإِفْضالهِ يَجرِي
وصلِّى على خَير البَريةِ كلِّهَا ... محمدٍ المَبعوثِ بالبِشرِ والنُّذرِ
انتهى.
آخر:
وَإنْ تَتحلَّى بالسماحةِ والسَّخاءِ ... يقالُ سفيهٌ أَخرقٌ ليسَ واعيَا
وَإِن أَمْسكتَ كفَّاكَ حالَ ضَرورةٍ ... يقالُ شَحيحٌ مُمسكٌ لا مُساويَا
وإن ظَهرَتْ من فيك يَنبُوعُ حِكمةٍ ... يُقولُونَ مِهْذارًا بذيًّا مُباهيَا
وَعن كُلِّ ما لا يَعنِ إن كنتَ تَاركًا ... يَقولُونَ عن عَي من العَجزِ صَاغيَا
وإِن كنتَ مِقدامًا لكلِّ مُلمةٍ ... يُقالُ عَجولٌ طائشُ العَقلِ وَاهيَا
وإن تَتغَاضَى عن جَهالةِ نَاقصٍ ... يَعدُّوكَ خَوارًا جَبانًا وَلاهيَا
وإن تَتقَاصَى باعْتزالكَ عنهُمُوا ... يخالوكَ من كِبرٍ وَتيهٍ مُجافيَا
وإن تَتدانَي منهم لِتآلفٍ ... يَظنوكَ خَداعًا كَذوبًا مُرائيَا
تَرى الظُّلم منهُم كَامنًا في نُفوسهِم ... كذا غَدرُهُم في طَبعهِم مُتواريَا
ففي قُوة الإنسانِ يَظهر ظُلمهُ ... وفي عَجزِهِ يَبقَى كما كانَ خَافيَا
وهيهاتَ تَنجُو من غَوائلِ فِعلِهم ... وأقوالهِم مَهمَا تكنْ مُتحَاشيَا
فَمن رَامَ إِرضاءَ الأنامِ بقولِهِ ...