بِأيدِي كِرامٍ كَاتِبينَ وتُحمَلُ
عليه اعْتَمادِي واتْكَالِي وَرَغْبَتِي ... وَإِصلاحُ شأنِي مُجملٌ وَمُفصَّلُ
تعالى فَأخَلاقُ البَرايَا بما قَضَي ... وَقدّره من أي شَكلٍ تَشكَّلُوا
فَمِنْهُم مُنِيْبٌ مُسْتَجِيْبٌ لِرَبِهِ ... صَبُورٌ عَلَى الضَّرا لَهَا يَتَحَمَّلُ
يُحِبُّ اكْتِسَابَ الصَّالِحَاتِ مِن التُّقى ... ومن زِينةِ الدُّنيا مُقلٌ مقلِّلُ
مُطيعٌ سريعٌ في أَوامرِ ربِّهِ ... مُنيبٌ إلى مَعبُودهِ مُتذلِّلُ
كَثيرُ البُكا مِن خَشيةِ الله ربَّهِ ... مَفاصِلُه يُخشَي عليها تَفصَّلُ
لهُ في النَّدى روضُ وفي الجودِ مَنهلٌ ... ومن ذا إلى ذَا دَائمًا يَتنقَّلُ
إِذَا جِئتهُ تَبغِي النَّدى وجدتهُ ... رَحيبًا خَصيبًا بِالنَّدى يَتهلَّلُ
يُبادرُ في المَعْرُوفِ مَهمَا أَتيتهُ ... كَأنَّكَ تُعْطِيْهِ الذِي أَنتَ تَسْألُ
يُجِبُ اكْتَسَابَ المَالِ وَالجُودُ عِنْدَهُ ... أَعزُّ من الدُّنيا جَميعًا وَأفضلُ
تَقِيُ نَقيُ العرضِ مَصحوبُهُ النَّدى ... زهيٌّ بهيٌّ إن تَكلمَ مِقولُ
جريءٌ على الأَعداءِ قَريبٌ من النَّدى ... سريعٌ إلى الهَيْجَا يَقُولُ وَيَفعَلُ
قريبٌ النَّدى والجُودِ ما حَلَّ حَلَّهُ ... وأن يَرتحلْ يَتبعهُ حَالا ويَرحلُ
جميعُ صِفاتِ الجُودِ مُستَوجبٌ لَها ... من الأصلِ في أصلِ النَّدى مُتأصِّلُ
وفي النَّاسِ من يبذُل لِدنياهُ دِينهُ ... ويرضَى بِذا عن ذَا بَديلاً يُبدَّلُ
يَنالُ به مَالاً وَجاهًا ورِفعةً ... وَيَشقَى وَيَردَى في المَعَادِ وَيَسْفُلُ
وَفِي النَّاسِ من ظُلمُ الوَرَى عَادةٌ لهُ ... وَيَنْشُرُ أَعَذارًا بها يَتَأوَّلُ
جَرِيءٌ على أَكِل الحرامِ ويدَّعِي ... بأنَّ لهُ في حِلَّ ذلك مَحمَلُ
فَيَا أكِلَ المَالِ الحرامَ أَبِنْ لَنَا ... بأي كتابٍ حِلُّ ما أَنتَ تَأكلُ
ألمْ تَدْرِ أن اللهَ يَدْرِي بما جَرَى ...