للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وبين البَرايَا في القِيامةِ يَفصلُ

حَنَانِيْكَ لا تَظلِمْ فإنَّكَ ميتٌ ... وبالموتِ عَمَّا قدْ تَوليتَ تُسألُ

وَتَوقَفُ لِلْمظلُومِ يَأخذٌ حقَّهُ ... فَيَأخُذُ يومَ العرضِ ما كُنت تَعملُ

وَيأخذُ من وزرِ لمنْ قَد ظَلمتهُ ... فيأخذُ يومَ العرضِ ما كُنت تَعمَلُ

فَيأخذُ منك اللهَ مَظْلمةَ الذِي ... ظَلمتَ سريعًا عاجلاً لا يُؤجَّلُ

تَفرُّ من الخَصمِ الذِي قَدْ ظَلَمْتَهُ ... فَيأخُذُ يَومَ العَرْضِ ما كُنتَ تَعْمَلُ

تَفِرُّ فَلا يُغْنِي الفِرَارُ من القَضَا ... وَأن تَتوجَّلْ لا يُفيدُ التَّوجلُ

فَيقتصُ مِنكَ الحقَّ من قَد ظَلمتَهُ ... بلا رأفةٍ كلَاّ ولا منك يَخجلُ

وفي الناسِ أَهلُ البِرِ والصِّدق والوَفَا ... وَللعدْلِ أَهْلٌ يَعْدِلُونَ إِذَا وَلُوا

وفي الناسِ من بِالكِبرِ يَسْتَحْقِرُ الوَرَى ... وَيَطغَى إِن اسْتَغْنَى إِذَا يَتَموَّلُ

فَخُورٌ إِذَا وَلاهُ مَولاهُ نِعمةً ... مَرُوحٌ وَمختالٌ بها يَتَبَهْكَلُ

شَحِيحٌ ولو عَمَّن يَعُولُ بِنَفسِهِ ... بأَدنى قَليلٍ نَاقصِ القَدرِ يَبخلُ

حَسودٌ عَدُو الجودِ والبَذلِ والنَّدى ... يصدُّ عن الخَيراتِ عنها يُخذِّلُ

جبانٌ عن الأعْدَا بَعيدٌ من النَّدى ... جَموعٌ مَنوعٌ في الخنا مُتوغلُ

جَميعُ خِصالِ الشَّرِ مُستصحبٌ لها ... وعن كلِّ أسبابِ المعزّةِ أَعزلُ

وفي النَّاسِ من لا يَملأُ البحرُ بطنهُ ... فَقيرُ فُؤادٍ دَائمًا يَتسوَّلُ

وفي النَّاس من يُغرِي الوَرَى بِلسانِهِ ... وبَينَ البَرايَا للنَّمِيمةِ يَحملُ

يَرَى أنَّ في حملِ النَّمِيمَةِ مَكسبًا ... تَراهُ بها بَينَ الوَرَى يَتأكَّلُ

وَفي النَّاس أفاكٌ حيولٌ مخادعٌ ... غشومٌ ظَلومٌ ماكرٌ مُتحيلُ

وكل سيأتي فرعهُ مثلَ أصلهِ ... وعن مثل شكلِ الأصلِ لا يَتحولُ

فَأهلُ النَّدى والجُود لا يَبرحُ النَّدى ...

<<  <  ج: ص:  >  >>