للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مع الجودِ فيما أنْسلُوا يَتسلسَلُ

ونسلُ شرارِ النَّاس في الشَّر والرَّدى ... على سننِ الآباءِ أردَى وأرذلُ

على سننِ الآبا وأخلاقِ من مَضى ... وإنْ مُتَّعتْ تِلك النُسُولُ وأطولُ

فَنسلُ جبانٍ أو بخيلٍ كمثلهِ ... ونسلُ الزَّكي الفحلِ أزكَى وأَفْحلُ

جَني الكَرم يأتي طيبًا مثل أصلهِ ... ويأتي جَناءُ الحنظليَّةِ حَنظلُ

وأوصِي بتقوَى اللهِ كلَّ مكلَّفٍ ... إليها أفِيئُوا أيُّها النَّاس أقبلُوا

وعُضوا عليها بالنَّواجذِ إنها ... هُدى الله يَهدِي للخلائقِ فاقبلُوا

خُذوا بالهُدي أخذًا قويًا فإنه ... نجاةٌ ومَنْ يَأخذُ به لا يُضلَّلُ

وأدُوا فُروضَ الدين بعد أدائِهَا ... كَوامِلَ في أوقاتِهَا وتَنفلُوا

عليكم بِتقوَى الله لا تَتركُونَها ... فإنَّ التُّقى أقوَى وأَولَى وأَعدلُ

لِباسُ التُّقى خيرُ الملابسِ كلِّهَا ... وأَبهَى لِباسِ في الوُجُود وأَجملُ

فَما أَحسنَ التَّقوى وأَهدَى سبيلهَا ... بِها يَنفعُ الإنسَانَ ما كان يَعملُ

فَيا أيُّها الإنسانُ بادِر إلى التُّقى ... وَسَارِع إلى الخيراتِ ما دُمتَ مُهملُ

وَأكثر من التَّقوى لِتحمِدَ غِبَّهَا ... بِدارِ الجَزَا دارٌ بها سَوف تَنزلُ

وقدِّمْ لما تَقْدَم عليه فإنَّما غَدَا ... سوف تُجزَى بالذي أنت تَفعلُ

وأحسِنْ ولا تُهملْ إذا كنتَ قادرًا ... فدارُ الفنَا الدُّنيا مكانَ التَّرحلُ

وسارعْ إلى الخيراتِ لا تُهملنَّهَا ... فإنكَ إن أَهملتَ ما أنت مُهملُ

ولكن سَتُجزي بالذِي أنت عاملٌ ... وعما مَضى من كل ما نِلت تُسألُ

فلا تُلهكَ الدُّنيا فربُّك ضَامنٌ ... لرزقِ البَرايَا ضامنٌ مُتكفلُ

فَمن آثر الدُّنيا جهولٌ ومن يَبعْ ... لآخراهُ بالدُّنيا أضلُ وأَجهلُ

فَلذاتِهَا والعزُّ والجاهُ والغنَى ...

<<  <  ج: ص:  >  >>