للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فربي أهلُ الفَضلِ والرَّحماتِ

فما زِلتُ أرجُو عفوهُ وجِنانَهُ ... وَأَحمَدُه في اليُسرِ والأَزماتِ

وأسجدُ تعظيمًا لهُ وتذللاً ... وأَعبُدُه في الجَهرِ والخَلواتِ

وَلستُ بِمُمْتَنٍ عليه بِطَاعتِي ... لهُ المنُّ في التَّيسيرِ للحَسناتِ

آخر:

مَا دَارُ دُنيًا للمقيمِ بدارِ ... وَبها النُفوسُ فَريسةُ الأقدارِ

مَا بين ليلٍ عَاكفٍ ونهارِهِ ... نَفَسَانِ مُرتشفَانِ للأعمارِ

طولُ الحياةِ إذا مَضَى َكَقصِيرهَا ... واليُسرُ للإنسانِ كالإِعسارِ

والعَيشُ يَعْقِبُ بالمرارَةِ حُلوهُ ... والصَّفوُ فيه مُخلَّفُ الأكدارِ

وكأنما تَقْضِي بِنيَّاتُ الرَّدَى ... لِفنائِنَا وطرًا من الأوطارِ

والمرء كالطَّيفِ المُطيفِ وعُمرهُ ... كالنَّوم بين الفَجرِ والأَسْحَارِ

خَطبٌ تَضاءلتَ الخُطوبُ لهولهِ ... أَخطارُهُ تعلو على الأخطارِ

تُلقي الصَّوارمَ والرماحَ لهولهِ ... وتلوذُ من حربٍ إلى اسْتشعارِ

إنَّ الذين بنوا مَشيدًا وانْثنُوا ... يَسعونَ سَعي الفَاتكِ الجبارِ

سلُبوا النَّضارةَ والنَّعيمَ فأصبحُوا ... مُتوسدينَ وسائدَ الأحجارِ

تَركُوا دِيارهُم على أَعداهِم ... وتوسدُوا مَدرًا بغير دِثارِ

خَلَطَ الحِمَامُ قَويَّهُم بِضَعيفِهم ... وَغَنيَّهمُ سَاوَى بذِي الإِقتارِ

والخوفُ يُعجلُنا على آثارِهِم ... لا بدَّ من صبحٍ المجدِّ السَّارِي

وَتَعَاقُبُ الملوين فِينَا نَاثرٌ ... بَاكرِّ ما نَظَمَا من الأَعمارِ

انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>