أَوْ يَسْتَغِيثُوا فَلَا غِيَاثَ فِي النَّارِ
وَإِنْ أَرَادُوا خُرُوجًا رُدَّ خَارِجُهُمْ ... بِمَقْمَعِ النَّارِ مَدْحُورًا إِلَى النَّارِ
فَهُمْ إِلَى النَّارِ مَدْفُوعُونَ بِالنَّارِ ... وَهُمْ مِنَ النَّارِ يُهْرَعُونَ لِلنَّارِ
مَا أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهِمْ ... وَلَا تُفَتَّرُ عَنْهُمْ سَوْرَةُ النَّارِ
فَهَذِهِ صَدَعَتْ أَكْبَادُ سَامِعِهَا ... مِنْ ذِي الْحِجَا وَمِنْ التَّخْلِيدِ فِي النَّارِ
وَلَوْ يَكُونُ إِلَى وَقْتِ عَذَابِهِمْ ... فِي النَّارِ هَوَّنَ ذَاكُمْ لَفْحَةَ النَّارِ
فَيَا إِلَهِي وَمَنْ أَحْكَامُهُ سَبَقَتْ ... فِي الْفِرْقَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّاتِ وَالنَّارِ
رَحْمَاكَ يَا رَبِّ فِي ضَعْفِي وَفِي ضَعَتِي ... فَمَا وُجُودُكَ لِي صَبْرٌ عَلَى النَّارِ
وَلَا عَلَى حَرِّ شَمْسٍ إِنْ بَرَزْتُ لَهَا ... فَكَيْفَ أَصْبِرُ يَا مَوْلَايَ لِلنَّارِ
فَإِنْ تَغَمَّدَنِي عَفْوٌ وَثِقْتُ بِهِ ... مِنْكَ وَإِلَّا فَإِنِّي طُعْمَةُ النَّارِ
آخر:
يَا مُنْفِقَ الْعُمْرِ فِي حِرْصٍ وَفِي طَمَعٍ ... إِلَى مَتَى قَدْ تَوَلَّى وَانْقَضَى الْعُمُرُ
إِلَى مَتَى ذَا التَّمَادِي فِي الضَّلَالِ أَمَا ... تُثْنِيكَ مَوْعِظَةٌ لَوْ يَنْفَعُ الذِّكْرُ
بَادِرْ مَتَابًا عَسَى مَا كَانَ مِنْ زَلَلٍ ... وَمَا اقْتَرَفْتَ مِن الْآثَامِ يَغْتَفِرُ
وَجَنِّبِ الْحِرْصَ وَاتْرُكْهُ فَمَا أَحَدٌ ... يَنَالُ بِالْحِرْصِ مَا لَمْ يُعْطِهِ الْقَدَرُ
وَلَا تُؤْمِلْ لِمَا تَرْجُو وَتَحْذَرُهُ ... مَنْ لَيْسَ فِي كَفِّهِ نَفْعٌ وَلَا ضَرَرُ
وَفَوِّضِ الْأَمْرَ لِلرَّحَمَنِ مُعْتَمِدًا ... عَلَيْهِ فِي كُلِّ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ
وَاحْذَرْ هُجُومَ الْمَنَايَا وَاسْتَعِدَّ لَهَا ... مَا دَامَ يُمْكِنُكَ الْإِعْدَادُ وَالْحَذَرُ
انتهى