آخر:
لِمَنْ جَدَثٌ أَبْصَرْتُهُ فَشَجَانِي ... وَأَرْسَلَ فِي شَجْوِ الْهُمُومِ عِنَانِي
سَفَكْتُ عَلَيْهِ أَدْمُعِي فَسَقَيْتُهُ ... كَمَا هُوَ مِنْ كَأْسِ الشُّجُونِ سَقَانِي
وَقَفْتُ بِهِ حَيْرَانَ وَقْفَةَ هَائِمٍ ... أُعَالِجُ قَلْبًا دَائِمَ الْخَفَقَانِ
وَمَا بِي مَنْ فِي الْقَبْرِ لَكِنْ رَأَيْتُهُ ... عَلَى حَالَةٍ فِيهَا وَشِيكَ أَرَانِي
آخر:
وَلَمَّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي ... جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلَّمَا
تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ ... بِعَفْوكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا
فَلِلَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إِنَّهُ ... تَسُحُّ لِفَرْطِ الْوَجْدِ أَجْفَانُهُ دَمَا
يُقِيمُ إِذَا مَا اللَّيْلُ مَدَّ ظَلَامَهُ ... عَلَى نَفْسِه مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ مَأْتَمَا
فَصِيحًا إِذَا كَانَ مِنْ ذِكْرِ رَبِّهِ ... وَفِيمَا سِوَاهُ فِي الْوَرَى كَانَ مُعْجَمَا
وَيَذْكُرُ أَيَّامًا مَضَتْ مِنْ شَبَابِهِ ... وَمَا كَانَ فِيهَا فِي الْجَهَالَةِ أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الْهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ ... وَيَخْدِمُ مَوْلَاهُ إِذَا اللَّيْلُ أَظْلَمَا
يَقُولُ إِلَهِي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي ... كَفَى بِكَ لِلرَّاجِينَ سُؤْلًا وَمَغْنَمَا
فَأَنْتَ الَّذِي غَذَّيْتَنِي وَكَفَلْتَنِي ... وَمَا زِلْتَ مَنَّانًا عَلَيَّ وَمُنْعِمَا
رَجَوْتُكَ مَوْلَى الْفَضْلِ تَغْفِرُ زَلَّتِي ... وَتَسْتُرُ أَوْزَارِي وَمَا قَدْ تَقَدَّمَا
انتهى.