للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَرْشُفُ ثَغْرَ النَّعِيمِ رَشْفَا

إِذْ عَصَفَتْ فِي دَارِهِ رِيحٌ ... تَقْصِفُ كُلَّ الظُّهُورِ قَصْفَا

فَبَاتَ فِي أَهْلِهِ حَصِيدًا ... قَدْ جَعَفَتْهُ الْمَنُونُ جَعْفَا

فَعَادَ ذَاكَ النَّعِيمُ بُؤْسًا ... وَصَارَ ذَاكَ السُّكُونُ رَجْفَا

وَسِيقَ سَوْقًا إِلَى ضَرِيحٍ ... يُرْصَفُ بِالرَّغْمِ فِيهِ رَصْفًا

وَبَاتَ لِِلدَّوْدِ فِيهِ طَعْمًا ... وَلِلْهَوامِّ الْعِطَاشِ رَشْفَا

وَلَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ رَهِينًا ... بِكُلِّ مَا قَدْ هَفَا وَأَهْفَا

آخر:

وَمُجَرِّر خَطِيَّة يَوْمَ الْوَغَى ... مُنْسَابَة مِنْ خَلْفِهِ كَالْأَرْقَمِ

تَتَضَاءَلُ الْأَبْطَالُ سَاعَةَ ذِكْرِهِ ... وَتَبِيتُ مِنْهُ فِي إِبَاءَةِ ضَيْغَمِ

شَرِسُ الْمُقَادَةِ لَا يَزَالُ رَبِيئَةً ... وَمَتَى يُحِسُّ بِنَارِ حَرْبٍ يُقْدِمِ

تَقَعُ الْفَرِيسَةُ مِنْهُ فِي فَوْهَاءَ إِنْ ... يُطْرَحْ بِهَا صُمُّ الْحِجَارَةِ يُحْطَمِ

ظَمْآنَ لِدَّمِ لَا يَقُومُ بِرَيِّهِ ... إِلَّا الْمُرَّوقُ فِي الْجُسُومِ مِنَ الدَّمِ

جَاءَتْهُ مِنْ قِبَلِ الْمَنُونِ إِشَارَةٌ ... فَهَوَى صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِّ

وَرَمَى بِمُحْكَمٍ دِرْعِهِ وَبِرُمْحِهِ ... وَامْتَدَّ مَلْقَى كَالْبَعِيرِ الْأَعْظَمِ

لَا يَسْتَجِيبُ لِصَارِخٍ إِنْ يَدْعُهُ ... أَبْدًا وَلَا يُرْجَى لِخَطْبِ مُعْظَمِ

ذَهَبَتْ بَسَالَتُهُ وَمَرَّ غَرَامُهُ ... لَمَّا رَآى خَيْلَ الْمَنِيَّةِ تَرْتَمِي

يَا وَيْحَهُ مِنْ فَارِسٍ مَا بَالُهُ ... ذَهَبَتْ فُرُوسَتِهِ وَلَمَّا يُكْلَمِ

هَذِي يَدَاهُ وَهَذِهِ أَعْضَاؤُهُ ... مَا مِنْهُ مِنْ عُضْوٍ غَدَا بِمُثَلَّمِ

هَيْهَاتَ مَا خَيْلُ الرَّدَى مُحْتَاجَةٌ ... لِلْمَشْرَفِيِّ وَلَا السِّنَانِ اللَّهْذَمِ

هِيَ وَيَحْكُمْ أَمْرُ الْإِلَهِ وَحُكْمُهُ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>