للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى الغيبة القُصْوَى فَثَمَّ قِيَامَتِي

كَأَنِّي بِنَفْسِي حَسْرةً وَندَامَةً ... تَقْطَع إذ لَمْ تُغْنِ عَنِّي نَدَامَتِي

مني النَّفسِ مِمَّا يُوْطِئُ المَرْءَ عَشْوَةُ ... إِذَا النَّفْسُ جَالتَ حَوْلَهُنَّ وَحَامَتِ

وَمَن أَوْطَأتُه نَفْسه حَاجَة فَقَد ... أَسَاءَتْ إِليْهِ نَفْسُهُ وَأَلَامَتِ

أَمَا وَالِّذي نفسي لَهُ لو صدقتها ... لرددت توبيخي لَهَا وَملامتي

فللهِ نَفْسٌ أَوْطَأَتْنِي مِن العَشَا ... حُزُوْنًا وَلو قَوَّمْتُهَا لاسْتَقَامَتِ

وَللهِ يَوْم أَي يَوْمٍ فَظَاعَةً ... وَأَفْظَعُ مِنْهُ بَعْدُ يَوْمِ قِيَامَتِي

وَللهِ أَهْلِي إِذْ حَبَونِي بِحُفْرَةٍ ... وَهُمْ بِهَوانِي يَطْلُبُون كَرَامَتِي

وَللهِ دُنْيَا لَا تَزَالُ تَرُدَّنِي ... أباطيلها فِي الْجَهْلِ بَعْدَ اسْتِقَامَتِي

وَللهِ أَصْحَابُ الْمَلاعِبِ لَوْ صَفَتْ ... لهم لذة الدُّنْيَا بِهِنَّ وَدامتِ

وَللهِ عَيْنُ أَيْقَنَتْ أَنَّ جَنَّةً ... وَنَارًا يَقِيْنٌ صَادِقٌ ثُمَّ نَامَتِ

آخر:

كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ بِأخْبَارِ مَنْ مَضَى ... وَلَمْ تَرَ فِي البَاقِيْنَ مَا يَصْنَعُ الدَّهْرُ

فَإِنْ كَنْتَ لَا تَدْرِي فَتِلكَ دِيَارُهُم ... عَلَيْهَا مَجَالُ الرِّيْحِ بَعْدَك وَالقَطرُ

وَهَلْ أَبْصَرْت عَيْنَاكَ حَيًّا بِمَنْزلٍ ... عَلَى الأَرْض إِلَاّ بِالفَنَاءِ لَهُ قَبْرُ

وَأَهْل الثَّرَى نَحْوَ الْْمَقَابِر شُرَّع ... ولَيْسَ لَهُم إِلَاّ إِلَى رَبِّهِم نَشْرُ

عَلَى ذَاكَ مَرُّوا أَجْمَعون وَهكَذَا ... يَمُرُّونَ حَتَّى يَسْتَردَّهُم الْحَشْرُ

فَلَا تَحْسَبَنَّ الوفْرَ مَالاً جَمَعْتَهُ ... وَلَكِن مَا قَدَّمْتَ مِن صَالحٍ وَفْرُ

ولَيْسَ الَّذِي يبقى الَّذِي أَنْتَ جامع ... وَلَكِن مَا أوليت مِنْهُ هُو الذخرُ

قَضَى جَامِعُو الأَمْوَال لَمْ يَتَزَوَّدُوا ... سِوَى الفَقْرَ يَا بُؤْساً لِمَنْ زَادُهُ الفَقْرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>