للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تسأل الخير ربك الذي أحاط بكل شيء علمًا، والاستخارة من حسن المشاورة.

كُلُّ الوُجُوِد لِعِزِّ قَهْرَكَ خَاضِعٌ ... وَالْكُلُّ فِي صَدقاتِ جُوْدِكَ طَامِعُ

يَا مَعْشَرَ الفُقَرَاءِ أَمُّوا بَابَهُ ... فَهُنَاكَ فَضْلٌ لِلْبَرِيَّةِ وَاسِعُ

يُعْطِي العَطَاءَ فَلَا يَمَانِعُ مَانِعٌ ... يَقْضِي القَضَاءَ فَلا يُدَافِعُ دَافِعُ

مَا لِلْعِبَادِ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجِبٌ ... كَلَاّ وَلَا سَعْيٌ لَدَيْهِ ضَائِعُ

إِنْ عُذِّبُوا فَبعَدْ له أَوْ نُعِّمُوا ... فَبِفَضْلِهِ وَهْوُ الكَرِيْمُ الوَاسِعُ

الزَمْ طَرِيْقَ الذِّكْرِ عُمْرَكَ دَائِبًا ... فَالذِكْرُ فِي القَلْبِ الْمَحبَّة زَارعُ

قال أحد الوعاظ هذا نذير الموت قد غدا يقول الرحيل غدا، كأنكم بالأمر وقد قرب ودنا، فطوبى لعبد استيقظ من غفلته ووعا.

كيف بكم إذا صاح إسرافيل ونفخ في الصور قال جل وعلا: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ} [يس: ٥١] .

فتصور خروجك مذعورًا تسعى من تحت المدر وقد رجت الأرض وبست الجبال وشخصت الأبصار لتلك العظائم والأهوال والمزعجات {وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} [طه: ١٠٨] .

فقلق الخائف، وشاب الصغير، وزفرت النار، وأحاطت الأوزار، ونصب الصراط، ووضع الميزان، وحضر الحساب.

وجيء بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، قال تعالى: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر: ٢٣] .

وشهد الكتاب وتقطعت الأسباب، فكم من كبير يقول واشيبتاه، وكم

<<  <  ج: ص:  >  >>