من كهل ينادي بأعلى صوته واخيبتاه، وكم من شاب يصيح واشباباه.
وبرزت النار، قال الله جل وعلا وتقدس:{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ}[الشعراء: ٩١] . وقال جل وعلا وتقدس:{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى}[النازعات: ٣٦] .
وسمع الخلائق حسيسها إلا من سبقت له الحسنى من الله. قال تعالى: ... {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}[الأنبياء: ١٠٣] .
وأيقن بالردى والهلاك كل فاجر، قال تعالى:{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ}[غافر: ١٨] . وقامت ضوضاء الجدل، وأحاط بصاحبه العمل. قال جل وعلا وتقدس:{وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً}[الكهف: ٥٣] .
وحالت الألوان، وتوالت المحن على الإنسان، فأين عدتك يا غافل عن هذا الزمان، أين تصحيح اليقين والإيمان.
أترضى بالخسران والهوان، أما علمت أنك كما تدين تدان أما تخاف أن تقول:{يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ}[الزمر: ٥٦] . أما علمت أعظم الخسران.
كم في كتابك من خطأ وزلل، وكم في عملك من سهو وخلل، هذا وشمس عمرك على أطراف الذوائب وقد قرب الأجل، كم ضيعت واجبًا وفرضًا، وكم نقضت عهدًا محكمًا نقضًا، وكم أتيت حرامًا صريحًا محضًا، يا