للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال وهيب: الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس بينهما حرون، فإذا قاد القائد ولم يسق السائق لم يغن ذلك شيئا. وإذا ساق السائق ولم يققد القائد لم يغن ذلك شيئا، وإذا قاد القائد وساق السائق اتبعته النفس طوعا وكرها وطاب العمل.

قال بعضهم يوبخ نفسه ويعظها: يا نفس بادري بالأوقات قبل إنصرامها واجتهد في حراسة ليالي الحياة وأيامها.

فكأنك بالقبور قد تشققت وبالأمور وقد تحققت، وبوجوه المتقين وقد أشرقت وبرءوس العصاة وقد أطرقت قال تعالى وتقدس: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} يا نفس أما الورعون فقد جدوا وأما الخائفون فقد استعدوا، وأما الصالحون فقد فرحوا وراحوا وأما الواعظون فقد نصحوا وصاحوا.

العلم لايحصل إلا بالنصب والمال لا يجمع إلا بالتعب، أيها العبد الحريص على تخليص نفسه إن عزمت فبادر وإن هممت فثابر واعلم أنه لا يدرك العز والمفاخر من كان في الصف الآخر.

دَبُّوا إِلَى الْمجدِ وَالساعُونَ قَدْ بَلغُوا ... جُهْدَ النُفُوسِ وَشَدُّوا دُوْنَه الأَزُرَا

وَسَاوَرا الْمجدَ حَتَّى مَلَّ أَكْثَرُهُم ... وَعَانَقَ الْمَجْدَ مَن وَافِى وَمَنْ صَبَرا

لَا تَحْسَبِ الْمَجدَ تَمْرًا أَنْتَ آَكلُه ... لَنْ تَبْلُغَ المجد حَتَّى تلعَق الصَّبِرَا

والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم

اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين أن ظلم العبد نفسه يكون بترك ما

<<  <  ج: ص:  >  >>