للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أفاق فحمل.

قيل إن أبا عثمان المنتخب أنشد نور الدين أبياتا تتضمن ما هو متلبس به نور الدين في ملكه من المكوس والضرائب وفيها تخويف وتحذير شديد له كانت هذه الأبيات سببا لوضعها عن الناس:

مِثِّلْ وَقُوفَكَ أَيُّهَا الْمَغْرُوْرُ ... يَوْم القيامة وَالسَّمَاءِ تمورُ

مَاذَا تَقُولُ إِذَا نُقِلْتَ إِلَى البِلىَ ... فِرْدًا وَجَاءَكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيْرُ

مَاذَا تَقُولُ إِذَا وَقَفْتَ بِمَوْقِفٍ ... فَرْدًا ذَلِيْلاً وَالْحِسَابِ عَسِيْرُ

وَتَعَلَّقَتْ فِيْك الْخُصُوْمُ وَأَنْتَ فِي ... يَوْمِ الْحِسَابِ مُسَلْسَلٌ مَجْرُوْرُ

وَتَفَرَّقَتْ عَنْكَ الْجُنُوْدُ وَأَنْتَ فِي ... ضِيْقِ القُبُورِ مُوَسَّدُ مَقْبُورُ

وَوَدِِدُتْ أَنَّكَ مَا وَليْتَ وَلَايَةً ... يَوْمًا وَلَا قَالَ الأَنَامَ أَمِيْرُ

وَبَقِيْتَ بَعْدَ الْعِزِّ رَهْنَ حَفِيْرَةً ... فِي عَالَم المَوْتى وَأَنْتَ حَقِيْرُ

وَحُشِرتَ عِرْيَانًا حَزِيْنًا بَاكِيًا ... قَلِقًا وَمَا لَكَ فِي الأَنَامِ مُجِيْرُ

أَرْضِيْتَ أَنْ تَحْيَا وَقَلْبُكَ دَارسٌ ... عَافِي الْخَرَابِ وَجسمُكَ الْمَعْمُوْرُ

أَرَضيْتَ أَنْ يُحْظَي سِوَاك بِقُرْبِهِ ... أَبَدًا وَأَنْتَ مُعَذَّبٌ مَهْجُوْرُ

مَهِّدْ لِنَفْسِكَ حُجَّةً تَنْجُو بِهَا ... يَوْمَ الْمَعادِ وَيوْمَ تَبْدُو الْعُوْرُ

فلما سمع نور الدين هذه الأبيات بكى بكاء شديدا وأمر بوضع الضرائب والمكوس في سائر البلاد وكتب إلى الناس ليكون منهم في حل مما كان أخذ منهم ويقول لهم إنما صرف ذلك في قتال أعدائكم من الكفرة والذب عن بلادكم ونسائكم وأولادكم وكتب ذلك إلى سائل ممالكه وبلدانه سلطانه وأمر الوعاظ أن يستحلوا له من التجار والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>