للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقلت: سبحان الله رددت علي كرامتي إن هذا مما يعينك، ويقويك على الصلاة وعلى ذكر الله.

قال: يا أبا بشر لا يسوءك الله قد شربتها أول مرة فلما كان الغد راودت نفسي على أن تسيغها فما قدرت ذلك.

إذا أردت أن أشربها ذكرت هذه الآية {يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ} .

فبكى صالح عند هذه وقال: قلت لنفسي أراني في واد وأنت في آخر.

وقال العلاء بن محمد: دخلت على السلمي وقد غشي عليه، فقلت لامرأته ما شأن عطاء، فقالت: سجرت جارتنا التنور فنظر إليه فخر مغشيا عليه.

وقال: إذا ذكرت أهل النار وما ينزل بهم من عذاب الله وعقابه تمثلت لي نفسي بهم.

فكيف لنفس تغل يدها إلى عنقها وتسحب في النار، ألا تصيح فتبكي.

وكيف لنفس تعذب ألا تبكي، وما أقل غناء البكاء عن أهله إن لم يرحمهم الله.

وقال له بشر بن منصور: ماهذا الحزن؟ قال: ويحك الموت في عنقي والقبر بيتي، وفي القيامة موقفي، وعلى جسر جهنم طريقي، وربي ما أدري ما يصنع بي، ثم تنفس فغشي عليه.

وقال عمر بن درهم لعطاء: حتى متى نسهو ونلعب وملك الموت في طلبنا لا يكف فصاح عطاء صيحة خر مغشيا عليه.

واجتمع الناس وقعد عمر عند رأسه فلم يزل على حاله حتى المغرب ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>