للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حرصك وحيلك وإنما يلقاك ندمك إذا زل بك قدمك، وأسلمك أهلك وحشمك وتبرأ منك القريب، وانصرف عنك الحبيب فلا أنت إلى دنياك عائد ولا في حسناتك زائد.

أَبَدًا تُفهِّمُنَا الْخُطُوبُ كُرُوْرَهَا ... وَنَعُودُ فِي عَمَهٍ كَمَنْ لَا يَفْهَمُ

تَلْقَى مَسَامِعَنا العِظَاتُ كَأَنَّمَا ... فِي الظِّل يَرْقُم وَعْظَه مِن يَرقُمُ

وَصَحَائِفُ الأَيَّامِ نَحْنُ سُطُورُهَا ... يُقْرَا الأَخِيرُ وَيدْرج الْمتقدِّمُ

لِحْدُ عَلَى لَحْدِ يُهَالُ ضَرْيِحُهُ ... وَبِأَعْظَمِ رَمِمٍ عَلَيْهَا أَعْظَمُ

مَنْ ذَا تَوقَّاه الْمَنُونُ وَقَبْلَنَا ... عَادٌ أَطاحَهم الْحِمَامُ وَجُوْهُمُ

وَالتَّبعانِ تَلَاحَقَا وَمُحَرِّقٌ ... وَالْمْنِذرَانِ وَمَالِكٌ وَمُتَمِّمُ

رأى مالك بن دينار رجلا يسيء في صلاته فقال: ما أرحمني لعياله.

فقيل له يسيء هذا صلاته وترحم عياله قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون.

وقال سهل بن عبد الله: استجلب حلاوة الزهد بقصر الأمل، واقطع أسباب الطمع بصحة اليأس، وتعرض لرقة القلب بمجالسة أهل الذكر واستفتح باب الحزن بطول الفكر، وتزين لله بالصدق في كل الأحوال.

وإياك والتسويف فإنه يغرق الهلكى وإياك والغفلة فإن فيها سواد القلب، واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر.

كان السلف أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم يعرفون قيمة الوقت وأنه إذا فات لا يستدرك فهو أعز شيء يغار عليه أن ينقضي بدون عمل صالح.

فالوقت ينقضي وينصرم بنفسه، فمن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته وعظم فواته واشتدت حسراته.

<<  <  ج: ص:  >  >>