وذلك أن الحجاج نقم عليه لأنه طلب من عثمان بن عفان القصاص من لطمة لطمها إياه فلما مكنه عثمان من نفسه عفا عنه.
فقال له الحجاج أو مثلك يسأل من أمير المؤمنين القصاص ثم أمر به فضربت عنقه نسأل الله العافية.
وذكر أن رياح بن يزيد كان على أتانه في سفر إذا غشيته السلابة (أي قطاع الطريق) وهو يسير فأخذوا أتانه ونزعوا ثيابه إلا واحدًا ثم ذهبوا عنه.
فمال رياح إلى موضع فأحرم بتكبيرة ثم أقبل يصلي فبينما هو يصلي إذا أظلمت السماء فلم تدري السلابة أين يتوجهون.
فلما طوَّل في الصلاة قالوا أحسن صلاتك يا عبد الله أما ترى ما نزل بنا ولا نحسب ذلك إلا من أجلك.
فسلم ثم التفت إليهم فقال ما تريدون أخذتوا ثيابي وحماري فردوا عليه ثيابه ودابته فانجلت عنهم الظلمة.
فرغبوا عند ذلك إليه وسألوه من هو وأقسموا عليه فقال لهم رياح بن يزيد.
طَالِعْ تَوارِيخ مَن في الدهر قد وُجِدُوا ... تَجِدْ خُطُوْبًا تُسَلِّيْ عَنْكَ مَا تَجدُ
تجِدْ أَكَابِرَهُمْ قَدْ جُرِّعُُوا غُصَصًا ... مِنَ الرَّزَايا بِهَا قَدْ فُتِّتَتْ كُبُدُ
عَزْلٌ ونَهْبٌ وضَرْبٌ بالسِّياط يَليْ ... حَبْسٌ وَقَتْلٌ وَتَشْرِيْدٌ لِمَنْ زَهِدُوْا
وإِنْ وُقِيْتَ بحَمْد الله شِرَّتَهُمْ ... فَلْتَحْمدِ الله في العُقْبَى كَمَنْ حَمِدُوْا
آخر:
إِنَّ الشَّدَائِدَ قَدْ تَغْشَى الكَرِيْمَ لِأنْ ... تُبيْنُ فَضْلَ سَجَيَاهُ وتُوْضِحُهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute