قال: فها نحن، ثم نهض فجد واجتهد، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى مات.
ومما يحثك على التأهب والاستعداد لهادم اللذات أن تصور لنفسك عرضها على ربك وتخجيله إياك بمضيق العتاب على فعل ما نهاك عنه قال جل وعلا:{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً}[مريم: ٩٥] .
اللهم إنا نسألك نفسًا مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك، اللهم إنا نسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمتن وإذا استفرجت به فرجت أن تغفر سيئاتنا وتبدلها لنا بحسنات يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
(فصل)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه تبارك وتعالى ليس بينه وبينه ترجمان» .
وعن صفوان بن محرر قال: كنت آخذًا بيد ابن عمر إذ عرض له رجل، فقال كيف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في النجوى يوم القيامة.
فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه، ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه. ويقول له أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك. قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم» .
ومما يحثك على الاستعداد للموت والابتعاد عن المعاصي أن تتخايل وتتصور شهادة المكان الذي تعصي فيه عليك يوم القيامة.