فعن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}[الزلزلة: ٤] . فقال "أتدرون ما أخبارها، أن تشهد على كل عبد بما عمل على ظهرها، أن تقول عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا، فهو أخبارها".
ومما يحثك على التأهب والاستعداد للموت والابتعاد عن المعاصي أن تمثل نفسك عند بعض زللك كأنه يؤمر بك إلى النار التي لا طاقة لمخلوق بها.
تَبْقَى عَوَاقِبُ سُوْءٍ في مَغَبَّتِهَا ... لا خَيْرَ في لَذَّةٍ مِن بَعْدِهَا النَّارُ
عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«ناركم هذه ما يوقد بنوا آدم جزء واحد من سبعين جزءًا من حر جهنم» قالوا: والله إن كانت لكافية.
وقال بعض السلف: ربما مثل لي رأسي بين جبلين من نار وربما رأيتني أهوى فيها حتى أبلغ قعرها فكيف تهنا الدنيا من كانت هذه صفته.
وكان عمر رضي الله عنه ربما توقد له النار ثم يدني يديه منها ثم يقول: يا ابن الخطاب هل لك على هذا صبر.
ومما يحثك على الاستعداد وتفقد شئونك وأمرك ذكر أحوال كثير من السلف الصالح الذي أقلقهم خوف الحساب والعذاب في البرزخ والنار.
لما أهديت معاذة العدوية إلى زوجها صلة بن أشيم ادخله ابن أخيه الحمام ثم أدخله بيتًا مطيبًا فقام يصلي حتى أصبح وفعلت زوجته معاذة مثله.
فلما أصبح عاتبه ابن أخيه على فعله ليلة الزواج فقال له: أدخلتني بالأمس بيتًا ذكرتني به النار ثم أدخلتني بيتًا ذكرتني به الجنة فما زالت فكرتي فيهما حتى أصبحت.