فَكَيْفَ إلى أَبْوَابِ غَيْرَكَ أَذْهَبُ
إِذَا لَم يَكُنْ مُعْطٍ سِوَاكَ بِمَطْلَبِي ... فَكَيْفَ سِوَى مَعْرُوْفِ جُوْدِكَ أَطْلُبُ
عَذُوْ لِي فيهِ مَا يَرَى مَا رَأَيْتَهُ ... فَيُكْثِرُ مِن لَوْمِي عَلَيه ويُطْنِبُ
سَلَكْتُ سَبيْلاً مَا اهْتَدَى لسُلُوْكِهَا ... فَأَعْجَبُ مِنْهُ وَهْوَ مِنِّي يَعْجَبُ
وَكَيْفَ سُلُّوٌ عَن جَمَالٍ مُحَجَّبٍ ... أَيَادِيْه عن كُلِ الوَرَى ليس تُحْجَبُ
إِذَا اسْتَأَنَسَ الحَادُوْنَ لِلرَكْبِ بِاسْمِه ... فكُلُّهُمُوْا حَتى الركائبِ تَطْرَبُ
يَطيْبُ وَيَحْلُوْ لِلْمُحِبِّيْنَ ذِكْرُهُ ... فَلا طَيِّبٌ إِلا وذكْرُكَ أَطْيبُ
فإِنْ قُلْتُ شَهْدًا فَهو أحْلَى مَذَاقَةً ... وَإِنْ قُلْتُ مَاءً فَهو أصْفَى وأعْذَبُ
سَأَلْتُكَ يَا حَادِي الرَكَائِبِ حَاجَةً ... إِذَا مَا بَدَتْ يَوْمًا لِعَيْنَيْكَ يَثْرِبُ
فَسَلِّم عَلى مَنْ قَدْ حَوَتْهُ قِبَابُهَا ... وَشِرْعَتُه في الكَونِ تُمْلَى وتُكْتَبُ
مُحَمَّدٌ المُخْتَارُ وَالمَاجِدُ الذي ... إلى فَخْرهِ كُلُّ المناسِبِ تُنْسَبُ
هو الصادِقُ الدَّاعِي إِلى الله وَحْدَهُ ... فَمَنْ لَم يُجِبْهُ فَهْوَ فِي الحَشْرِ يُنْدَبُ
فَصَلُّوا عَلَيْهِ دَائِمًا فَصَلاتِكُم ... ثَوابُكُمُوا فِيهَا مِن الله يُطْلَبُ
وختامًا فالواجب على العاقل المبادرة إلى الأعمال الصالحة ما دام في قيد الحياة وخصوصًا الصلاة التي فرضها الله جل وعلا على عباده آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين ومحلها من الدين محل الرأس من الجسد.
فكما أن لا حياة لمن لا رأس له فكذلك لا دين لمن لا صلاة له وهي خاتمة وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - عند آخر عهده من الدنيا.
فعن أنس رضي الله عنه قال: كانت عامة وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنفسه «الصلاة وما ملكت أيمانكم» . رواه أحمد وأبو داود.