فأتاه الدلال فطلب اللوز فقال خذه قال بكم قال بثلاثة وستين دينارًا.
فقال الدلال وكان من الصالحين الورعين قد صار اللوز بتسعين.
فقال قد عقدت عقدًا لا أحله لست أبيعه إلا بثلاث وستين.
فقال الدلال وأنا عقدت بيني وبين الله ألا أغش مسلمًا لست آخذه منك إلا بتسعين.
فتفرقا بدون بيع.
كل منهما ما يريد أن يفسد نيته وهذا من رقم واحد في الورع.
وباع ابن سيرين شاة فقال للمشتري إن فيها عيبًا "إنها تقلب العلف برجلها" قلت فعلى المسلم الناصح أن يبين لأخيه المسلم كل ما يعلمه في المبيع من العيوب ككون الدابة تأكل العذرة أو تأكل الخرق أو ما تحلب إلا على نوع من الطعام.
ويحكى أن واحدًا كان له بقرة يحلبها ويخلط لبنها بالماء ويبيعه فجاء سيل فغرق البقرة.
فقال أحد أولاده إن تلك المياه المتفرقة التي غشينا فيها اللبن اجتمعت دفعة واحدة فأغرقت البقرة.
وعن أحد التابعين أنه قال لو دخلت الجامع وهو غاص بأهله وقيل لي من خير هؤلاء لقلت أنصحهم لهم، فإذا قالوا هذا قلت هو خيرهم.
ولو قيل لي من شرهم قلت أغشهم لهم فإذا قيل هذا قلت هو شرهم.
وباع الحسن بن صالح وهو من رجال البخاري جارية فقال للمشتري إنها تنخمت عندنا دمًا.
وختامًا فعلى المسلم أن يجتنب بيع المنكرات والملاهي كالصور والتلفاز