للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(فصل)

وقال رحمه الله: منفعة العلم في استعمال الفضائل عظيمة وهو أن يعلم حسن الفضائل فيأتيها ويعلم قبح الرذائل فيجتنبها ويستمع الثناء الحسن فيرغب في مثله والثناء الردي فينفر منه.

فعلى هذه المقدمات وجب أن يكون للعمل حصة في كل فضيلة وللجهل حصة في كل رذيلة.

وقال: وقد رأيت من غمار العامة من يجري من الاعتدال وحميد الأخلاق إلى ما لا يتقدمه فيه حكيم عالم رائض لنفسه ولكنه قليل جدًا.

ورأيت ممن طالع العلوم وعرف عهود الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ووصايا الحكماء وهو لا يتقدمه في خبث السيرة.

وفساد العلانية والسيرة شرار الخلق وهذا كثير جدًا فعلمت أنهما مواهب وحرمان من الله تعالى.

وقال: من جالس الناس لم يعدم إثمًا وهمًا يؤلم نفسه وغيظًا ينضج كبده وذلاً ينكس همته.

فما الظن بعد بمن خالطهم وداخلهم واندمج معهم.

وإنما يندم ويحزن ويتحسر على ذلك في معاده.

فالعز والسرور والأنس والراحة والسلامة في الإنفراد عنهم.

ولكن اجعلهم كالنار تدفأ بها ولا تخالطها.

وقال آخر: من مضار مجالسة الناس ومخالطتهم الانهماك في الغيبة. ثانيًا: ضياع الوقت في الآثام.

ثالثًا: فوات الأعمال النافعة في الآخرة أو الأعمال الدنيوية التي يعود

<<  <  ج: ص:  >  >>