للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبادالله: إذا كان كتم الشهادة فيه ضرر على البشرية واختلال لنظامها فهناك ما هو أشد منه إثماً وأكبر خطراً وما أدراكم ما هو، هو الجريمة العظمة والطامة الكبرى شهادة الزور التي كادت تعدل الإشراك بالله شهادة الزور التي تهددنا في أموالنا ودمائنا وأمننا تلكم التي أخربت بيوتاً عامرة وأزهقت أرواحاً بريئة وأهدرت حقوقاً واضحة فما فشت في أمة إلا وسادت فيها الفوضى وتحكمت فيها الأهواء، لذا وغيره من أضراره الخطرة حذرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - منها بقوله: «ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس» يقول الراوي: كان متكئاً فجلس ثم قال: «وشهادة الزور وقول الزور» وما زال يُكررها حتى قلنا ليته سكت. فحذار معشر المسلمين من شهادة الزور وقوله فإن فيها إساءة على قضاة المسلمين بتلبيس الحق عليهم فيها إساءة إلى المشهود له بمساعدته على الإثم والعدوان. فيها إساءة إلى من حرمه حقه بشهادته وخذله في حين حاجته إلى نصرته فليتق الله شاهد الزور وقائل الزور وليتُب إلى الله قبل أن يوقف بين يدي أحكم الحاكمين وأعدل العادلين الذي سيقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء. ليتب إلى الله قبل أن يُساق إلى جهنم مع المجرمين فو الله لو علم ما أعد الله له من الخزي العاجل والعذاب الأليم في الآخرة لتمنى أن لسانه قطع قبل أن ينطق بشهادة زور أو كلمة زور فاتقوا الله أيها المسلمون: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا} . نفعني الله وإياكم بهدي كتابه أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>