للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الصَّالِحِينَ} [طه: ١٠] ، وقوله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: ٢٦٢] .

مطمئنين إلى قوله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: ٣٩] كانوا إذا وصل إليهم المال يصيبهم قلق حتى يتصدقوا به على حد قول الشاعر:

قَالَتْ طُرَيْفَةُ لا تَبْقَى دَرَاهِمُنَا ... وَمَا بِنا صَلَفٌ فِيْهَا وَلا خَرَقُ

لَكِِنْ إِذَا اجْتَمَعَتْ يَومًا دَرَاهِمُنَا ... ظَلَّتْ إلى طُرُقِ المَعْرُوفِ تَسْتَبِقُ

لا يَأْْلَفُ الدِّرْهَمْ المَضْرُوبُ صُرَّتَنَا ... لَكِنْ يَمُرُّ عَلَيْهَا وَهُوَ مُنْطَلِقُ

آخر:

أَلَمْ تَرَى أنَّ المَالَ يُهْلِكُ أَهْلَهُ ... إِذَا جَمَّ آتِيْهِ وَسُدَّتْ طَرِيْقُهُ

وَمَنْ جَاوَزْ المَاءَ الغَزِيْرَ مَسِيْلُهُ ... وَسُدَّتْ مَجَارِي المَاءِ فَهوَ غَرِيْقُهُ

وجاء الإسلام ودار الندوة بيد حكيم بن حزام فباعها من معاوية بمائة ألف درهم فقال له عبد الله بن الزبير بعت مكرمة قريش قال: ذهبت المكارم إلا من التقوى يا ابن أخي إني اشتريت بها دارًا بالجنة أشهدك أني جعلت ثمنها في سبيل الله، تأمل يا أخي سيرة الرجال الذين عرفوا الدنيا حقيقة لعلك تقتدي بهم فتربح الدنيا والآخرة.

وكانوا إذا عرض لهم أحد وأبدى لهم احتياجه يرون غفلتهم عنه من النقائص والعيوب الفاحشات على حد قول الشاعر:

وَتَرْكي مُوَاسَاة الأخِلاءِ بالذِي ... تَنَالُ يَدِي ظُلْمٌ لَهُم وَعُقُوقُ

<<  <  ج: ص:  >  >>