أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا، أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط ما فهيا موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا، ولما تلذذتم بالنساء على الفراش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى» ... وكان - صلى الله عليه وسلم - يصلي حتى تورمت قدماه، فقالت له عائشة: أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال:«أفلا أكون عبدًا شكورًا» ؟ هذا يا عباد الله قليل من كثير من صفات سيد المرسلين، ذي الخُلُق العظيم، والقدر الفخيم، فهل لكم أن تتأملوا هذه الصفات الجليلة، والخصال الحميدة، فتمسكوا بها وتسيروا على نهجها، قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن}[الأحزاب: ٢١]
اللهم يا حي يا قيوم يا من لا تأخذه سنة ولا نوم يا ذا الجلال والإكرام يا واحد أحد يا فرد صمد يا بديع السموات والأرض نسألك أن تنصر الإسلام والمسلمين وأن تعلى كلمة الحق والدين وأن تشمل بعنايتك وتوفيقك كل من نصر الدين وأن تملأ قلوبنا بمحبتك ومحبة رسلك وأوليائك وأن تلهمنا ذكرك وشكرك.
اللهم وفقنا لصالح الأعمال وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.