للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قالوا والأعضاء تابعة للقلب تصلح بصلاحه وتفسد بفساده فإذا لم يكن قائمًا بعبوديته فالأعضاء أولى أن لا يعتد بعبوديتها وإذا فسدت عبوديته بالغفلة والوسواس فأنى تصح عبودية رعيته وجنده ومادتهم منهم وعن أمره يصدرون وبه يأتمرون.

قالوا ولأن عبودية من غلبت عليه الغفلة والسهو في الغالب لا تكون مصاحبة للإخلاص فإن الإخلاص قصد المعبود وحده بالتعبد والغافل لا قصد له فلا عبودية له.

قالوا وقد قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون٥] وليس السهو عنها تركها وإلا لم يكونوا مصلين وإنما السهو عن واجبها إما عن الحضور أو الخشوع.

والصواب أنه يعم النوعين فإنه سبحانه أثبت لهم صلاة ووصفها بالسهو عنها، فهو السهو عن وقتها الواجب أو عن إخلاصها وحضورها الواجب، ولذلك وصفهم بالرياء، ولو كان السهو سهو ترك لما كان هناك رياء اهـ.

وبالتالي فإن العبد إذا مرّن نفسه وقلبه على التفهم والتدبر والخشوع والخضوع في الصلاة انغرست في قلبه خشية الله ومحبته والرغبة فيما لديه، وحضرته هيبة خالقه في جميع أحواله وفي جميع أعماله.

فإذا سولت له نفسه أمرًا أو زين الشيطان سوءًا تبرأ منهما قائلاً إني أخاف الله رب العالمين فكن في صلاتك خاشعًا خاضعًا مخبتًا.

فإذا قلت الله أكبر فاستحضر عظمة الله وأنه لا شيء أكبر منه ولا شيء أعظم منه وأنه مستحق لأن يعظم ويجل ويقدّر وأنه ليس أحد يساويه أو

<<  <  ج: ص:  >  >>