للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وبين المحرمات وكان على البؤساء عطوفًا وبالضعفاء رحيمًا، وأفلح في دينه ودنياه وكان من المحبوبين عند الله وعند خلقه.

عباد الله النفس آمرة بالسوء، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر والسيف القاطع والدواء النافع الذي جعله الله وقاية للإنسان من شر النفس والشيطان، إنما هو الصلاة قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: ٤٥]

عباد الله احذروا أن تستهينوا بالصلاة وأن لا تهتموا لها، فإن هذه صفة الذين خلت صلاتهم من التذلل والخشوع كما ترونهم يسرعون في أدائها وهم عنها غافلون لا يعرفون لها معنى ولا يعقلون لها سرًا ولم تشعر قلوبهم بحلاوتها ولا بلذة المناجات قد ملكتهم الوساوس، وامتلأت قلوبهم بشواغل الدنيا ولذاتها، واستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله.

قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: ٣٦] ومن الناس من عميت بصائرهم، وتحجرت ضمائرهم، فأضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، وأهملوا أوامر بديع السموات وغفلوا عن واجب شكره ولم يخافوا سطوة جبروته وبطشه، ولا سوء الحساب، ولا نار العذاب {نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} [الحشر: ١٩] ، {أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة١٩] .

فيا أيها المسلمون اتقوا الله ربكم وحافظوا على صلاتكم وقوموا لله خاضعين خاشعين لتفوزوا برضوان الله وتكونوا من المفلحين.

اللهم قوي إيماننا بك وبملائكتك وبكتبك وبرسلك وباليوم الآخر

<<  <  ج: ص:  >  >>