للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عن طريقهم، ولم يتحقق بتحقيقهم، فأي خطة رشد هم لم يستولوا عليها، وأي خصلة خير لم يسبقوا إليها، لقد وردوا ينبوع الحياة عذبًا صافيًا زلالاً. ووطدوا قواعد الدين، والمعروف فلم يدعوا لأحد بعدهم مقالاً.

فتحوا القلوب بالقرآن، والذكر والإيمان، والقرى بالسيف والسنان، وبذلوا النفوس النفيسة في مرضاة ربهم، فلا معروف إلا ما عرف عنهم، ولا برهان إلا ما بعلومهم كشف، ولا سبيل نجاة إلا ما سلكوه ولا خير سعادة إلا ما حققوه وحلوه فرضوان الله عليهم، ما تحلت المجالس بنشر ذكرهم، وما تنمقت الطروس بعرف مدحهم وشكرهم:

وَلَيْسَ فِي الأُمَّةِ كالصَّحَابَة ... بِالفَضْلِ وَالمَعْرُوفِ وَالإِصَابَة

فَإِنَّهُم قَدْ شَاهَدُوا المُخْتَارَ ... وَعَايَنَوا الأسْرَارَ وَالأَنْوَارَ

وَجَاهَدُوا في اللهِ حَتَّى بَانَا ... دِيْنُ الهُدَى وَقََدْ سَمَا الأَدْيَانَا

وَقَدْ تُلِي في مُحْكِمَ التَّنُزِيْلِ ... مِنْ فَضْلِهِم مَا يَشْفِي مِنْ غَلِيْلِ

وَفِي الأَحَادِيْثِ وَفِي الأَخْبَارِ ... وَفِي كَلامِ القَوْمِ وَالأَشْعَارِ

مَا قَدْرَ بِي مِنْ أَنْ يُحِيْطَ نَظْمِي ... بِبَعْضِهِ فَاسْمَعْ وَخُذْ مِنْ عِلْمِي

اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان وثبت محبتك فيها وقوها وألهمنا ذكرك وشكرك وارزقنا حب أوليائك وبغض أعدائك وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>