خطره الأكبر وأثره العظيم في حياة الأمة، فالناس -كما في المثل- "على دين ملوكهم" وفي الحكم: "الولاة كالسوق يجلب له ما نفق فيه" فإن نفق الخير عند الوالي، أيا كان مقامه، سعى من حوله في فعل الخير تأسيًا به؛ وإن كانت الثانية وهي فساد الولاة وتولية غير الأكفاء فعلى أمة الإسلام السلام والويل كل الويل لقوم تحلوا بهذه الصفة. يُروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين» . ويروى عن يزيد بن أبي سفيان قال: قال لي أبو بكر -رضي الله عنه- حين بعثني إلى الشام: يا يزيد إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة وذلك أكثر ما أخاف عليك بعدما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من ولي من أمر المسلمين شيئًا فأمر عليهم أحدًا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً حتى يدخله جهنم» . وروى البخاري ومسلم عن معقل بين يسار قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة» . وروى البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله رجل عن الساعة؟ فقال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: ومتى تضيع؟ قال:«إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» . ويقول أصدق القائلين:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[الأنفال:: ٢٧، ٢٨] .
أقول قولي هذا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر ولاة أمور المسلمين وأن يصلحهم ويصلح بطانتهم ويرزقهم الأعوان المخلصين. إنه تعالى نعم