للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سويًا قادرًا صحيحًا شحيحًا يخشى الفقر ويأمل الغنى امتثالاً لأمر الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: ١٨] . {يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} [النبأ: ٤٠] . {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: ١٩٧] . وقول رسول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مات ابن آدم تبعه ثلاثة ماله وأهله وعمله فيرجع اثنان المال والأهل ويبقى واحد وهو العمل» ، «إذا مات ابن آدم قالت الملائكة: ما قدم وقال الناس: ما أخر» .

وقوله: «من ماله أحب إليه من مال وارثه» قالوا: "كلنا ماله أحب إليه من مال وارثه قال: «مال أحدكم ما قدم ومال وارثه ما أخر» .

فاتقوا الله أيها المسلمون، وأطيعوا الله فيما أمركم به من تقواه، أطيعوه فيما أمركم به من النظر إلى ما قدمت وتقدمونه لغدكم أطيعوا الله فيما أمركم به من المسارعة والمسابقة في الأعمال الصالحة والاستزادة منها، ووجهوا أنفسكم دائمًا لذلك وألزموها وعظوها وذكروها بآثارها ونفعها عند الله سبحانه ذكروها بأن الموت قد لا يمهلها لتعمل ما تنوي عمله فقد يكون أقرب إليها وقت التفكير فيه من شراك نعلها أو حبل وريدها، وأنها سوف لا تنقل معها إذا انتقلت إلى الآخرة بما شيدته في هذه الدنيا من قصور ولا بما جمعته فيها من أموال ولا بما ولته فيها من ولاية ولا بشيء مما التذت به فيها من متع الحياة ولو جمع لها فيها ما ذكر في قول الله سبحانه: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ} [آل عمران: ١٤] . ولكنها ستنتقل وحيدة بالحالة التي خرجت على الدنيا بها من بطن أمها، مخلفة لما جمعت فيها من أموال مكدسًا وراءها، يتقدمها إلى الآخرة حسابه وإثمه إن كانت آثمة فيه {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>