أجل مستقبل مهما طال فلن يجاوز الثمانين غالبًا وإن تجاوزها فهو كالمعدوم.
ومع هذا فيهمل إهمالاً كليًا أو جزئيًا العمل من أجل مستقبل لا نهاية له مستقبل الأبد مستقبل الخلود فيا لها من خسارة لا عوض لها ولا جبر منها ولا أمل في تلافيها.
فيا أيها الغافل انتبه واستعد لما أمامك وتصوره تصورًا صحيحًا يظهر أثره في جدك واجتهادك فيما يقربك إلى الله لا يفاجئك الأمر وأنت غافل فيفوتك زمن الإمكان وتندم وتحسر قال تعالى وتقدس:{أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}[النحل: ١] .
إن الذين غمر الإيمان قلوبهم واستحوذت معرفتهم على مشاعرهم ووجدانهم هم الذين أيقنوا بلقاء ربهم وسماع الحكم منه في مصائرهم، هؤلاء هم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ومما رزقهم الله ينفقون.
الذين قال الله تعالى مخبرًا عنهم: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ