والقائل حين ما قال له رجل أراك تكثر من حمد الله وشكره مع أنه ابتلاك ببلاء ما ابتلى أحدًا بمثله الجذام في أطرافك وتمزقت الثياب على جسدك ولا زوجة لك ولا ولد ولا دار ولا أهل فما شأنك فقال المبتلى:
وكان بعض الموفقين المحاسبين لأنفسهم يكتب الصلوات الخمس في قرطاس ويدع بين كل صلاتين بياضًا.
وكلما ارتكب خطيئةً من كلمة غيبة أو استهزاء أو كذب كذبة أو تكلم فيما لا يعنيه أو نظر إلى ما لا يحل نظره إليه أو استمع إلى ما لا يحل الاستماع إليه أو أكل مشتبها أو مشى إلى ما لا يحل أو مد يده إلى ما لا يجوز مدها إليه ذكره في هذا البياض ليعتبر ذنوبه ويحصيها حسب قدرته لتضيق المحاسبة مجاري الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
ومقام محاسبة النفس يقلل الكلام فيما لا يعني ويحمل الإنسان على تقليل الذنوب وعلى الإكثار من الطاعات لمقابلة ما صدر منه ولكن هذا الطراز يعز وجوده في زماننا هذا.
نقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض الأكبر على الله {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}[الحاقة: ١٨] .
فالمحاسبة تكون بضبط الحواس ورعاية الأوقات وإيثار المهمات وحفظ