وقال:{فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى}[الأعلى: ٩] . وقال تعالى:{فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}[ق:: ٤٥] . فيا عباد الله لقد خاطب الله المؤمنين بقوله:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ}[آل عمران: ١١٠] . خاطبهم بهذا الخطاب الرائع ووصفهم بهذا الوصف العظيم، بأنهم خير أمة أخرجت للناس، وأن مجتمعهم أعلا وأعز مجتمع في لعالم حاضره وماضيه لما اتصفوا به من الصفات الفاضلة، والأخلاق العالية، والغيرة الصادقة، على حدوده.
وهذا الوصف وقت إن كانوا متمسكين بتعاليم دينهم، وكان الإسلام وبهاؤه يلوح في أعمالهم، ومعاملاتهم، وأخلاقهم فلا غش ولا خداع ولا كذب، ولا خيانة ولا غدر، ولا نميمة، ولا غيبة، ولا ظلم ولا نفاق ولا رشا ولا ملق ولا رياء ولا بهت ولا سخرية ولا عقوق ولا قطيعة.
هدفهم القضاء على المنكرات وإماتتها، وإعزاز المعروف ونشره بين المسلمين، وهذا يدل على قوة إيمانهم، وشدة تمسكهم به ورغبة في النجاة التي وعد الله بها الناهي عن السوء، قال تعالى:{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}[الأعراف: ١٦٥] .
فيا عباد الله تأملوا حالتنا الحاضرة، وحالة سلفنا الكرام الذين كانوا كل منهم يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويرحم كبيرهم الصغير ويوقر الصغير الكبير، يتآمرون بالمعروف، ويتناهون عن المنكر، ينصفون حتى الأعداء من أنفسهم وأولادهم.
فالقوي عندهم ضعيف، حتى يستوفى منه الحق، والضعيف عندهم قوي