للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حتى يؤخذ حقه إذا فقدوا أخاهم بحثوا عنه فإن كان مريضًا عادوه وساووه وإذا مات شيعوه، وإن احتاج أقرضوه، وواسوه وإن نزل عليهم أكرموه.

عاملين بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» ، وحديث: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» .

أما نحن فحالتنا حالة مخيفة جدًا لأننا على ضد ما ذكرنا من حالة سلفنا ولا حاجة إلى تكرار، ألق سمعك وقلب نظرك، وأحضر قلبك ترى ذلك بعين بصيرتك وترى ما يخيفك ويقلق راحتك ويقض مضجعك من المنكرات في البيوت والأسواق والبر والبحر.

وإن شككت ففتش على نفسك تجد ذلك، فالمنكر نراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا بل وفي بيوتنا فهل بيتك خال من صور ذوات الأرواح هل هو خال من المذياع، هل هو خال من التلفزيون، والسينماء والبكمات ومسجلات الأغاني، هل هو خال من شراب المسكرات، هل ما يأتي لبيتك إلا أناس طيبين طاهري الأخلاق، هل هو خال من حالقي اللحى هل هو خالي من المخنفسين ومطيلي أظفارهم تشبهًا باليهود، وهل هو خال من المتشبهين بالمجوس والمتشبهين بالإفرنج، هل هو خال ممن لا يشهدون صلاة الجماعة أو لا يصلون أبدًا، هل هو خال من النساء القاصات لرءوسهن المطيلات لأظفارهن، هل هو خال من شراب أبي الخبائث الدخان، ونحوه من المنكرات وأما في الأسواق فحدث عن كثرة المنكرات ولا حرج على حد قول المتنبي:

وَقَدْ وَجَدَتُ مَكَانَ القَوْلِ ذا سَعةٍ ... فَإِنْ وَجَدْتَ لِسَانًا قَائِلاً فَقُلِ

ومع ذلك فلا ألسنة تنطق ولا وجوه تتمعر إلا النوادر، الموجود هو

<<  <  ج: ص:  >  >>