كل هذه علل وأمراض في الدين أسأل الله لي ولكم منها العافية والشفا إذا فسدت البواطن فحق للظواهر بتهدم البناء أي فساد أعظم من المعاصي وإن شؤمها يعم ضرر أهل المدن والقرى فاجتنبوا رحمكم الله الربا والزنا والغيبة والنميمة والكذب والحسد فإن ذلك سبب نزول البلاء.
ألا وإن أقل المعاصي يكفي في نزول الوباء فكيف بكم إذا اجتمعت على الولاء والحق تعالى غيور يغار على ملكه من المعاصي وفعل الفحشاء فإذا ظهرت في البلاد والعياذ بالله من ذلك غار جل جلاله فطهرها إما بالسيف وإما بالقحط وإما بالوباء هذه سنة الله نافذة في خلقه فاسألوا عنها في المبتدأ والمنتهى فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ألا ترون أنكم كل يوم تشيعون غاديًا إلى الله ورايحاً وقد أسرع الموت بخياركم انتقالاً ورحلاً.
فالله الله انتبهوا قبل أن يتقطع من أيديكم حبل الرجاء فباب الإجابة مفتوح لصاحب التضرع والابتهال والدعاء ويد الرحمن مبسوطة لقبول التوبة والاستغفار ممن عصى فبادروا رحمكم الله فالأمر عظيم وحققوا بالجد والإخلاص في الدعاء اللهم يا سامع الدعاء يا من أوجب على خلقه الفناء واختار لنفسه البقاء عافنا وجميع المسلمين والمسلمات من كل وبال وبلاء أيقظني الله وإياكم من رقدات الغافلين وجعلنا يوم الجزاء من الشاكرين.
إن أبلغ الوعظ للمعتبرين كلام الله الملك الحق المبين والله تعالى يقول وبقوله يهتدي المهتدوين {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الأعراف: ٢٠٤] . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً