في دين أو دنيا، ثم أذنوا لهم على الله بالدخول في جواره.
ثم أخبروهم أنهم باقون فيها أبدًا، فقالوا:{طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}[الزمر: ٧٣] ، فلما سمعت الأذن وأولياء الله معك بادرتم الباب بالدخول، فكظت الأبواب من الزحام.
فتصور نفسك إن عفا الله عنك في تلك الزحمة مبادرًا مع مبادرين، مسرورًا مع مسرورين، بأبدان قد طهرت ووجوه قد أشرقت وأنارت فهي كالبدر، قد سطع من أعراضهم كشعاع الشمس.
فلما جاوزت بابها، وضعت قدميك على تربتها، وهي مسك أذفر، ونبت الزعفران المونع، والمسك مصبوب على أرض من فضة، والزعفران نابت حولها.
فذلك أول خطوة خطوتها في أرض البقاء بالأمن من العذاب والموت، فأنت تتخطى في تراب المسك، ورياض الزعفران، وعيناك ترمقان حسن بهجة الدر، من حسن أشجارها، وزينة تصويرها.
فبينما أنت تتخطى في عرصات الجنان، في رياض الزعفران، وكثبان المسك، إذ نودي في أزواجك وولدانك وخدامك وغلمانك وقهارمتك، أن فلانًا قد أقبل، فأجابوا واستبشروا لقدومك، كما يبشر أهل الغائب في الدنيا بقدومه.
اللهم أعطنا من الخير فوق ما نرجو وأصرف عنا من السوء فوق ما نحذر. اللهم علق قلوبنا برجائك واقطع رجاءنا عمن سواك. اللهم إنك تعلم عيوبنا فاسترها وتعلم حاجاتنا فاقضها كفى بك وليًا وكفى بك نصيرًا يا