رب العالمين اللهم وفقنا لسلوك سبيل عبادك الأخيار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(فصل)
فبينما أنت تنظر إلى قصورك، إذ سمعت جلبتهم وتبشيشهم، فاستطرت لذلك فرحًا، فبينما أنت فرح مسرر بغبطتهم لقدومك لما سمعت إجلابهم فرحًا بك.
إذ ابتدرت القهارمة إليك وقامت الولدان صفوفًا لقدومك، فبينما أتت القهارمة مقبلة إليك، إذ استخف أزواجك للعجلة، فبعثت كل واحدة منهم بعض خدمها لينظر إليك مقبلاً.
ويسرع بالرجوع إليها بقدومك، لتطمئن إليه فرحًا، وتسكن إلى ذلك سرورًا، فنظر إليك الخدم قبل أن تلقاك قهارمتك.
ثم بادر رسول كل واحدة منهن إليها فلما أخبرها بقدومك، قالت كل واحدة لرسولها: أنت رأيته، من شدة فرحها بذلك، ثم أرسلت كل واحدة منهن رسولاً آخر.
فلما جاءت البشارات بقدومك إليهن، لم يتمالكن فرحًا، فأردن الخروج إليك مبادرات إلى لقائك لولا أن الله كتب القصر لهن في الخيام إلى قدومك، كما قال مليكك:{حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}[الرحمن: ٧٢] .
فوضعهن أيديهن على عضائد أبوابهن، وأذرعهن برءوسهن، ينظرن متى