للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومعائب، وزلات ومثالب. فطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، أو –كما جاء في الحديث-: «طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله؛ طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته» . ومن وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطويلة، لأبي ذر: «وليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك» . وقتل رجل يوم أحد فبكت عليه باكية قائلة: واشهيداه! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما يدريك أنه شهيد؟ لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه، أو يبخل بما لا ينقصه» .

أما رمى المسلم بما هو منه برئ، فهو أفظع وسائل النيل والوقيعة، وهو البهت. لأنه يجمع بين الكذب والغيبة، وكلاهما رذيلة وكبيرة من كبائر الذنوب. يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث طويل-: «وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار» . ويقول في الغيبة: «هي ذكرك أخاك بما يكره» ؛ قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟. قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته؛ وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته» . وقال أيضًا: «أيما رجل أشاع على مسلم بكلمة هو منها برئ – ليشينه بها في الدنيا - كان حقًا على الله أن يدنيه يوم القيامة في النار، حتى يأتي بإنفاذ ما قال» ؛ ومن أين له أن يأتي بهذا الإنفاذ؟

فاتقوا الله عباد الله، وتأدبوا بآداب الإسلام، وكفوا ألسنتكم عن كل قول يغضب الله. واذكروا على الدوام قول رسول الله: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده؛ والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>