وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الذي فضله على كافة البرية سلفًا وخلفًا أنطق له الجمادات فحن له الجذع حين ترك الخطبة إليه حزنًا على فراقه وأسفًا اللهم فصل وسلم على محمد الذي لم يزل يتلو من الآيات البينات سورًا وصحفًا وعلى آله وأصحابه الذين اجتهدوا في الحج إلى البيت الحرام وأقاموا الصلاة طرفي النهار وزلفى صلاة وسلامًا من لازمهما كشف الله عنه وطاب وقته وصفا.
أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى فقد فاز المتقون ولازموا طاعة الله ورسوله في كل وقت لعلكم تفلحون واشكروا الله فالرابح من شكره وأشغلوا ألسنتكم بذكره فالسعيد من ذكره واتقوا يومًا يؤخذ فيه بالنواصي والأقدام ولا تقولوا ذهب رمضان فتستحلوا فعل الحرام فإن الله يكره أن يعصى في أي شهر كان ويجب أن يطاع في كل وقت وزمان.
واستقبلوا هذا الشهر بما يرضي الملك الخلاق وتقربوا إليه بالصدقة والإنفاق ولا تبطلوا ما أسلفتم في شهر الصيام من صالح الأعمال ولا تكدروا ما صفا لكم فيه من الأوقات والأحوال ولا تغيروا ما عذب لكم من لذة المناجاة والإقبال فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فكذلك السيئات يبطلن صالح الأعمال.
ألا وإن علامة قبول الحسنة عمل الحسنة بعدها على التوال وإن علامة ردها أن تتبع بقبيح الأفعال وقد قيل ذنب بعد توبة أقبح من سبعين قبلها على التوال.
روى مسلم عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر» وفي معاودة الصيام